حتى لو اختلفت الأمة كلها مع كل ما يدعو إليه الدكتور محمد البرادعى، المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الحائز على جائزة نوبل للسلام، والأب الروحى لجمعية التغيير الوطنية، فإننا لا نقرّ ولا نؤيد هذه الفتوى الشاردة من شيخ شارد أفتى بقتل الرجل.
فمن الجنون أن يخرج علينا أحد أصحاب العمائم ليهدر دم البرادعى، ويستعين ببعض الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة للترويج للفتوى الشاذة والشاردة التى لا يهدف صاحبها، ويدعى محمود عامر، سوى الفرقعة الإعلامية، لأن هذه الفتوى تسيىء للإسلام الوسطى القائم على حرمانية قتل النفس، خاصة المسلم الذى ينطق الشهادتين.
الفتوى الشاردة لصاحب العمامة المدعو محمود عامر ليست ضد البرادعى فقط، بل ضد ضد الإسلام والمسلمين، لأنها تعكس استهتار هذا الشيخ بمثل هذه الفتاوى التى تثير البلبلة، وتزرع الفتن. بل إننى على يقين أن فتنة هذه الفتاوى أكثر خطراً من فتنة البرادعى نفسه، وتعد تحريضاً بقتل نفس بريئة باسم الإسلام، وبلسان هذا الشيخ الضال الذى لم نره يفتى ضد بلطجية انتخابات مجلس الشعب، ولم نقرأ له فتوى ضد من سلب إرادة الأمة عبر تسويد وتقفيل صناديق الانتخابات البرلمانية. لم نجده يقدم فتوى ضد من يحتكر قوت هذا الشعب. لم نر الشيخ محمود عامر يقول شهادة حق فى أى قضية تهم المواطن المصرى. لم يفتِ فى حكم الشرع فى كل من نهب أموال البنوك وهرب للخارج. لم نسمع أو نقرأ له رأيا فى كل كوارث الأمة العربية والإسلامية، ولم يقل لنا هذا الشيخ فتوى ضد الانتهاكات الإسرائيلية اليومية لكل المقدسات الإسلامية بالقدس والأراضى الفلسطينية المحتلة.
لقد أراد هذا الشيخ المغمور أن يجامل النظام، ويقدم له خدماته، لكنه خالف الشرع بفتوى القتل الغريبة ضد الدكتور البرادعى. ألا يعرف هذا الشيخ أنه بمثل هذه الفتوى تم قتل الرئيس السادات عام 1981، ولا أعرف لماذا أقحم هذا الرجل نفسه فى قضايا لا يعرف شيئاً عنها؟ وكيف ارتضى لنفسه أن يحكم بقتل نفس مستخدماً سلاح الدين والفتاوى المضروبة التى اعتدنا عليها من جماعات العنف الدينى؟ ألا يعلم أن كل ما قاله الشيخ محمود عامر ضد البرادعى ينطبق على كل القيادات الحزبية المعارضه للنظام؟.. فهل يفتى الشيخ عامر بقتل كل معارضى النظام؟
نحتاج وقفة ضد فتاوى التحريض على القتل. نحتاج من مشايخ الأزهر وعلماء الدين التصدى لمثل هذه التخاريف التى تسيىء للإسلام، لأن من يستخدمها جاهل بكل ما هو إسلامى.
الشيخ محمود عامر يريدها فتنة، ويريد أن ينقل الخلافات السياسية بين البعض والدكتور البرادعى إلى خانة الدين، وباسم الدين كل شىء مباح، بداية من القتل حتى التكفير! > >
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة