◄◄ المتهم: لم أتحمل الذل أكثر من هذا فقررت التخلص من نفسى ومنها
حكاية من حكايات الفقر الاجتماعى والاحتياج الأسرى، الفقر هنا هو الجانى، وليس القاتل أو المجنى عليه سوى أنهما من ضحاياه.
تبدأ خيوط القضية عندما قام السائق البسيط بحرق زوجته وتركها قبل أن يعالجها وهرب.
أما التفاصيل فهى داخل المحضر رقم 6324 لسنة 2010 حيث تؤكد اعترافات المتهم (عبده) وهو سائق بإحدى المديريات يبلغ من العمر 35 عاماً تزوج منذ ست سنوات من هناء (بنت الجيران) أحبها بجنون قبل الزواج، رفض أهله هذه الزيجة فى البداية، لكنه صمم على الزواج من هناء وأقام فى منزل أهله لأنه لم يكن يملك سكناً آخر وراتبه لا يكفى أن يستأجر شقة، وافقت الزوجة فى بداية الأمر ومرت السنوات وأنجبا طفلتين كان يحبهما (عبده) ويحلم لهما بمستقبل كبير.
ولكن الحلم لم يدم كثيراً فقد بدأت الخلافات تدب بين عبده وزوجته، وتدخل أهل الزوجة وطالبوه بمنزل جديد بعيدا عن أهله الذين يتدخلون فى كل شىء، وقالوا إن ابنتهم تحملت الكثير وعليه الآن إنشاء منزل زوجية جديد، كان من المفترض أن يكون معه منذ ست سنوات لكن الحب الذى كان بينه وبين ابنتهم جعلهم يغمضون أعينهم عن هذا المطلب.
وبعد أن تعقدت الأمور حاول الزوج استئجار منزل جديد لزوجته وبناته، ولجأ إلى والده الذى ساعده مالياً، لكن المبلغ كان غير كاف لدفع مقدم شقة فاستدان من زملائه وأقاربه حتى استطاع أن يؤجر شقة فى أحد الأحياء القريبة من منزل والده، لكن كانت هناك مشكلة أن إيجار الوحدة السكنية الجديدة 500 جنيه وراتبه لا يزيد على الـ400، وبالتالى فإن هناك 100 جنيه عجزا يريد أن يتحصل عليها طبعاً، بالإضافة إلى احتياجات بناته وزوجته التى بدأت فى طرح احتياجات كثيرة ليل نهار، رغم أنها تعرف كل شىء عن حياته، وقرر أن يعمل فى أكثر من عمل تقريباً يواصل الليل بالنهار لكى يستطيع أن يوفر أجرة الشقة ومصاريف المنزل، لكن هناك مشكلة أخرى فى انتظاره، زوجته تريد أثاثاً جديداً للشقة حجرة نوم ومطبخ وغيره، فمن أين يأتى بكل هذه الأموال، وبالرغم من ذلك لم يكن يقل سوى نعم وحاضر (ربنا يسهل) حاول أكثر من مرة وفشل فالأعمال التى يقوم بها طوال الـ24 ساعة لا توفر له سوى القليل والأشياء التى تريدها زوجتة أم أطفاله تفوق قدرته.
وذات ليلة ألحت الزوجة عليه بأن يشترى لها حجرة نوم جديدة خاصة أن حجرة نومها القديمة لم تعد فى حالة جيدة بعد أن أحضرتها من منزل العائلة إلى الشقة الجديدة وتركت طفلتيها عند أهلها، اشتد الخلاف بينهما أطلقت فى وجهة سهامها النارية شتمته وعايرته بفقره وأنه ليس برجل، لم يستطع أن يوفر سكنا لزوجته رغم أنه فعل الكثير، ولم يتأخر ولو لحظة واحدة فى تلبية طلبات زوجته وبنتيه الصغيرتين اللتين عشقهما بجنون شعر بأن الحبيبة القديمة والزوجة الحالية قد أهانته فى رجولته فقرر أن يهدم المعبد بمن فيه بحث مثل المجنون فوجد «جركن» مملوءا بالسولار بالقرب من باب الشقة فألقاه على جسدها وأخرج علبة الكبريت، وأشعل فى الشقة وبها الزوجة وخرج مسرعاً التهمت النيران الشقة الجديدة وبداخلها الزوجة تجمع الجيران حملوا الزوجة الشابة إلى المستشفى بعد أن أفهمهم الزوج أنه قادم لتوه من الخارج فوجد النار تلتهم الشقة وبداخلها زوجتة وذهب الزوج معهم بعد إحضار سيارة أجرة وقبل أن تصل زوجته لباب المستشفى لاذ بالفرار خوفاً من القبض عليه، وأكمل الجيران المهمة بتوصيلها إلى المستشفى بعد أن أوهمهم بأنه سيقوم بشراء أدوية من الصيدلية القريبة لكنه لم يأت وفى قسم الحروق ظلت لساعات ثم لقيت ربها متأثرة بجراحها.
كان اللواء مصطفى حلمى مدير أمن الإسماعيلية قد تلقى إخطاراً من اللواء ياسر صابر مدير إدارة البحث الجنائى يفيد بوصول سيدة فى العقد الثالث مصابة بحروق من الدرجات الثلاث وحالتها سيئة للغاية وقبل أن تدخل فى الغيبوبة قالت إن زوجها هو الذى أحرقها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة