طرحت بالأمس سؤالا:"ماذا يجب أن يحدث حتى يسير الحزب الناصرى إلى الأمام؟، وأقدم قدرًا ما أستطيع اجتهادا حول ذلك.
لا ينكر أحد أن المشهد السياسى الحالى لا يوفر الفرصة المثالية للنشاط الحزبى، كما أنه يخنق نمو الأحزاب عبر تواصلها الجماهيرى، وتتحمل الحكومة وحزبها الوطنى الحاكم المسئولية الرئيسية فى ذلك، ورغم التسليم بهذا العوار إلا أنه يجب ألا يصرفنا عن مسئولية أحزاب المعارضة نفسها عن ضعفها، وفى خصوصية الحزب الناصرى يأتى الحديث.
وفى السياق التنظيمى نقول إن الحزب جاء وفى الخلفية شتات ناصرى، وقوى لا يجمعها كيان واحد، بعضها ينتمى إلى دولة عبد الناصر بروافد شتى تتمثل فى شخصيات عملت إلى جانب عبد الناصر، وأخرى ولدت فى منظمة الشباب، أما القوى الثانية فولدت من حضن الجامعة، ففى الوقت الذى كان بعض وزراء عبد الناصر فى السجن على إثر قضية الصراع مع السادات فى 15 مايو عام 1971، كانت الجامعة مليئة بكوادر جديدة لا يربطها مع القابعين فى السجون رابط، وبعد أن خرجت جرت محاولات الالتقاء، لكنها اصطدمت بالكثير، وأهمه أن الفريقين ينظران إلى المستقبل بنظرات مختلفة، ومن هنا تولد الشقاق، وحين جاء الحزب لم يكن هناك وعى كاف بهذا الخلاف الذى اختصره البعض فيما يسمى بصراع الأجيال فى السياسة المصرية عموما، ورغم أن الكل كان حريصًا فى البداية على وحدة الناصريين إلا أن ذلك لم يقابله حرص تنظيمى على الاستيعاب، والتحدى الموجود الآن، إذا كان هناك من ينادى بعودة الطيور المهاجرة إلى الحزب، فيجب أن يقابله تجديد تنظيمى لا ينكر الحق فى الاختلاف، وفى نفس الوقت يخلق شرايين جديدة لمن هم مؤهلون للقيادة، كما يوفر فرصة الحساب السياسى لكل قياداته، فمن يقصر فى مهامه يخضع لمسائلة تنظيمية سياسية.
وفيما يتعلق بالخطاب السياسى للحزب، على القائمين بالمسئولية فى الحزب أن يفطنوا جيدًا إلى أن عمر الذين ولدوا بعد رحيل جمال عبد الناصر يبلغون من العمر الآن أربعين عاما ومن ورائهم أجيالا أخرى كثيرة، لم تعش هذه المرحلة، كما أن هناك تغييرات كثيرة حدثت، وفى المقابل لم يجدد الحزب خطابه السياسى والفكرى، ويحتاج ذلك إلى خيال خصب، لا يقف عند فرد بعينه، وإنما تتصدى له جماعة مؤهلة فكريا وتثقيفيا، بدرجة تنجز برنامجا سياسيا محترما يقوم على الثوابت الوطنية ويراعى التحولات التى يعيشها العالم الآن.
ومن المسلم به أن هناك من يكونون على الخط الفكرى للحزب، دون رغبة منهم فى الانضمام إليه، وعلى الحزب أن يوفر الغطاء السياسى حتى يجتذب هؤلاء إليه كأصدقاء يكونوا زخرًا له.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة