رزق الهبل على المجانين.. والانتخابات أرزاق، وصوتك أمانة فلا تبيعه بأقل من 100 جنيه والشرف ترف، وحالتك الاقتصادية لا تسمح بذلك.. فسارع إلى صناديق الاقتراع وأعط صوتك لمن يستحق ويدفع فيه أكثر..
فماذا سيتغير لو بدلنا فلانا بعلان أو رمز البصلة برمز الكبش فى النهاية تصوم تصوم وتفطر على البصلة، ولن تأكل من لحم الكبش إلا فى الأعياد الانتخابية.. ثم إن طلبات الحكومة أوامر حتى لو اختنق الشعب.. فمجلس الشعب السابق هو الذى وافق على الضريبة العقارية وعلى مضاعفة أسعار الكهرباء والبنزين والسولار والماء والهواء.. رغم أن المجلس وقتها كان يضم أكثر من 120 معارضا ما بين المحظورة والأحزاب والمستقلين.. لا فرق بين رمز الصقر ورمز الكتكوت كلهم يوافقون فى النهاية على ما يقوله الرخ العظيم..
ومما يبرهن على نظرية (ما فيش فايدة) أن القبة لم تشهد سحب الثقة من أى حكومة أو إسقاطها على مر 144 سنة، فمنذ ظهور المجالس النيابية والبرلمانية فى مصر عام (1866م) والمعارضة تشجب وتهوش وتصرخ بس.. طيب هل هناك اختلاف هذه المرة، نعم قد يكون هناك اختلاف واحد وهو عدم وجود معارضة من الأصل، لتكون المقاعد كلها للحزب الحاكم.. فحتى المعارضة الأليفة المستأنسة لا ترضى طموحات الحكومة والمسئولين.. فهل سنفتقد صوت المعارضة؟؟
أشك لأنه بلا تأثير... رغم أن أهم عنصر فى مجلس الشعب هو المعارضة.. لأن لو كلها (موافقة) فلا داعى لمجلس الشعب ولنكتفِ بالحكومة كمنفذ ومشرع ومراقب (3 فى واحد)، وهذا ما يحدث الآن فكل الوزراء تقريبا أصبحوا من نواب مجلس الشعب ولا عزاء للوطن... لذلك ستظل لعبة الانتخابات مجرد لعبة إلى أن نشعر أن الموضوع جد.. أن نفهم أن رمز الصقر مختلف عن رمز الكتكوت.. أن نشعر بقدرة مجلس الشعب على التعبير عن الشعب والحصول على حقوقه الضائعة، أما المسرحية العبثية التى تظهر أحيانا على شاشات التليفزيون للأعضاء الموقرين تحت القبة وهم يتبادلون الحلوى والسودانى فى جلسة مناقشة ميزانية الدولة أو نومهم أثناء الموافقة على القوانين والتشريعات المصيرية وهرولتهم الدائمة خلف الوزراء والمسئولين للحصول على توقيعاتهم السخية هذه المهزلة لا تدعوا إلى المشاركة بل تدعو إلى الاكتئاب.. ولا أعرف ماذا سيحدث حينما نرى معظم السادة الوزراء نوابا فى مجلس الشعب، ويستجوبون أنفسهم ويراقبون أداء نشاطهم الوزارى ويضعون التشريعات الخاصة بأعمالهم الوزارية.
أشك أن هذا المشهد قد يدعو البعض للجنون أو للانتحار.. على أى حال المرحلة القادمة سترى طفرة عظيمة فى الشارع السياسى وقفزة خارقة فى النظام البرلمانى سنعيش مثل أهل الكهف.. وبلا أدنى معارضة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة