مجدى عاشور هو الناجح الوحيد بين مرشحى جماعة الإخوان فى انتخابات مجلس الشعب ، وهو الوحيد من بين مرشحى الجماعة ال 26 الذين وصلوا لجولة الإعادة ،الذى تحدى قرار المرشد بالانسحاب من الانتخابات.
نجاح عاشور فى دائرة النزهة على حساب مرشح الحزب الوطنى ونقيب الأطباء حمدى السيد، غريب فعلاً لكنه كان متوقعا، فى ظل المقدمات والملابسات التى سبقت إجراء جولة الإعادة.
جماعة الإخوان أعلنت انسحابها من الإعادة، وراهنت على تأثير انسحابها مع حزب الوفد، على الأقل إعلاميا فى الطعن على شرعية المجلس المنتخب، أما على أرض الواقع وفى الدوائر الانتخابية ، فقد كان الارتباك هو سيد الموقف ، بعد تحرك عدد من مرشحى الوفد ضد قرار الحزب الرسمى بالانسحاب،وانشقاق الأعضاء بحزب التجمع وتصدع الحزب العربى الناصرى، بينما ارتضى جميع المرشحين المنتميين "للجماعة" بقرار المرشد بالانسحاب وبدا الأمر وكأنه إعلان للالتزام الحزبى الصارم من أعضاء لا ينتمون إلى حزب سياسى ، فى الوقت الذى أخل فيه بعض أعضاء الأحزاب بمواقف أحزابهم الرسمية وتحركوا وفق مصالحهم السياسية والانتخابية.
الاستثناء الوحيد بين مرشحى الإخوان الـ 26 الذين أعلنت اللجنة العليا للانتخابات دخولهم جولة الإعادة، كان مجدى عاشور فكيف جرؤ على شق عصا الطاعة وكسر قرار المرشد، وهو من أقسم على المصحف والسيف أن تكون إرادته هى إرادة الجماعة ومشيئة رهنا بقرارات قياداته؟
العائلة أرادت أن يمضى عاشور فى ترشحه ورأت فرصته كبيرة فى النجاح، لكن الجماعة تتحرك ككتلة واحدة لا مجال فيها للعزف الفردى، ورأى بعض "الإخوة" وفق تكليف طبعا، ضرورة احتواء أهواء عاشور وضعفه تجاه عائلته، لتحقيق الهدف الأعلى وهو الالتزام بقرار الجماعة، لكن العائلة دخلت صداماً مع الجماعة وأبلغت عن اختفاء ممثلها المحتمل فى البرلمان، فكان ما كان من تحرك أجهزة الأمن وإعادة عاشور إلى دائرته الانتخابية إلى أن تحقق له الفوز بعضوية المجلس الموقر.
طبعاً فوز مجدى عاشور يخدم فكرة كسر انسحاب الوفد والإخوان من جولة الإعادة، لكنه يخدم أكثر مسألة كسر مفهوم الكتلة الواحدة التى يتحرك وفقها أعضاء جماعة الإخوان، فلأول مرة يحدث مثل هذا الانشقاق وتتغلب أهداف شخصية، تمثلت فى حالة عاشور فى رغبة العائلة باستكمال العملية الانتخابية، على الأهداف العليا للجماعة، التى تبدو فى نظر أعضائها مقدسة، وعلى ضوء الالتزام بها يقاس مدى ولاء وإخلاص العضو، وتتحدد فرص ترقيه وصعوده.
وإذا كانت الهيئة العليا لحزب الوفد ستتخذ موقفا حاسما تجاه الأعضاء المخالفين لقرار الحزب بالانسحاب من جولة الإعادة وتنهى الأمر بأية صورة، فإن جماعة الإخوان تواجه موقفاً صعباً وأزمة مستحكمة تحاول التغلب عليها بقدرتها المعهودة على امتصاص الصدمات، ففى أول رد فعل بعد نجاح عاشور فى دائرة النزهة أعلنت الجماعة أنه فى حكم "المكره" وله الحق فى تقرير مصيره تحت قبة المجلس وفى الجماعة، فى إشارة إلى ضغوط أجهزة الأمن عليه وعلى عائلته، بينما نفى هو أنباء اختطافه من قبل أعضاء بالجماعة، مكتفياً باتهام البعض منهم أمام النيابة بتقييد حريته.
الأغلب أن انشقاق عاشور، أياً كان سببه، سيلقى بظلاله على جماعة الإخوان من خلال إبراز مبدأ المصلحة الشخصية فى مواجهة الذوبان فى مجلس شورى الجماعة والمرشد ، وهو ما قد يراكم صدعا جديدا على تصدعات سابقة ظهرت خلال ولاية المرشد الحالى الدكتور محمد بديع.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة