تحدث الدكتور أحمد نظيف، رئيس الوزراء، وتحدث مهندس التنظيم أحمد عز.. لم يتخلف أحد من قادة الحزب عن أحاديث الإشادة والافتخار بالإنجاز الكبير والانتصار العظيم فى حادثة الانتخابات، والفوز الساحق فى معركة تحرير مقاعد مجلس الشعب من الغزاة الطامعين فى مقاعده من المعارضة والأحزاب التى حلمت كثيرا فى لحظة "إفراط ديمقراطى"، وعاشت فى وهم "البديل" الجاهز للإخوان.
قادة الحزب تحدثوا بإسهاب عن إرادة الشعب التى اختارت وصوتت لصالح الأشاوس من مرشحى الحزب فى معركة المصير والمسير للمشروع القادم الذى لا يقبل القسمة إلا على شخص واحد لا ينازعه فيها أحد ولا تعارضه أصوات أخرى فى البرلمان القادم، لكن نسى القادة أن يقولوا لنا من هو الشعب الذى أراد الحزب الوطنى وما هى إرادته فى الاختيار.
المعارضة وعدد كبير من الخبراء يعتبر ما جرى من نتائج المسرحية الانتخابية الهزلية هى بعينها الديمقراطية التى يراها قادة الحزب الوطنى والتى لم يدركها كل من وافق منذ البداية على المشاركة فيها من الذين تعلقوا بأهداب "الوعد الرئاسى" فى إجراء انتخابات نزيهة دون عنف وبلطجة، فقرروا خوض انتخابات مقررة ومحسومة سلفا، بحجة أن هناك وعداً بضمانات.
الآن المعارضة تتحدث وتصرخ من هول الصدمة، وترى أن ما حدث هو أكبر جريمة اغتصاب سياسى وخديعة كبرى بوعود زائفة وسطو انتخابى مسلح لبرلمان هو الأهم والأخطر فى مستقبل الحياة السياسية فى السنوات الخمس القادمة، فى حالة استمراره، لأنه يتخلله انتخابات رئاسية مازالت أطرافها غير واضحة إلى الآن.
هناك فتنة كبرى أحدثتها حادثة الانتخابات، فبقدر هول الصدمة من الحزب الوطنى جاءت صفعة الانسحاب والمقاطعة من الوفد والإخوان وباقى رموز المعارضة، وهو ما لم يكن فى حسبان مهندسى ومخططى معركة تزييف إرادة الناخبين. رد فعل المعارضة أربك الحسابات ووضع المهندس والمخطط فى مأزق ووضع الجميع أمام مسئولياته.
بين صدمة الحزب وصفعة المعارضة هناك أزمة حقيقية، فالمجلس القادم والمفترض خالٍ من المعارضة التقليدية والحقيقية وفاقد للمصداقية ومطعون فى دستوريته ومشكوك فى استمراريته.
صوت واحد مازال الجميع فى انتظاره لعله يفك الاشتباك ويزيل حالة الاحتقان، هو صوت الرئيس مبارك، فالرئيس لم يتحدث عما جرى حتى الآن ولم يعلن رأيه فى نتائج الانتخابات التى وعد بأن تكون نزيهة كما قال الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد. فهل يفعلها الرئيس؟