سعيد شعيب

دعونا نفرح بأننا مصريون

الإثنين، 01 فبراير 2010 12:26 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ربما أجمل ما فى مباريات كرة القدم هى مشاهدة علم مصر يرفرف فى كل مكان، بلكونات فى أحياء مختلفة، فقيرة وغنية، سيارات بمختلف أنواعها تجرى فى شوارع القاهرة، يرفرف فى مقدمتها العلم.. إنها الفرحة بأنك مصرى، وبأن هذا الفريق الذى حقق كل هذا النجاح غير المسبوق من مصر.

دعك من الذين سيسخفون كل هذه المشاعر الوطنية النبيلة، فهؤلاء فى رأيى يعبرون عن فشلهم وعزلتهم عن الناس، فشلهم فى أن يتفاعلوا مع الجماهير، وعزلة أفكارهم وخطابهم، فللأسف لدينا قطاع لا يستهان به من نخبتنا السياسية والثقافية، ينطلق بإصرار عجيب من فكرة مستبدة وهى أنهم يريدون أن يعيدوا تربية المصريين على هواهم، مثلهم مثل كل الديكتاتوريين فى كل مكان وفى كل زمان.

ليس صحيحا هؤلاء الذين يدعون أن هذا الفرح الغامر بالانتصار، وهذا الغرام بكرة القدم هو "أفيون" حتى ننسى مشاكلنا، وليس صحيحا أيضا أن المصريين يستسلمون للسلطة الحاكمة التى تساعد فى انتشار هذه المخدرات. فهؤلاء الذين خرجوا إلى الشوارع يغنون ويرقصون، لا فرق بين رجل وامرأة، ولا بين مسيحى ومسلم، هم أنفسهم الذين يزرعون فى البلد الاحتجاجات الديمقراطية من أسوان إلى إسكندرية، من أجل استعادة حقوقهم المنهوبة، يمارسون ذلك بشكل حضارى، مثلما كانوا يعبرون عن فرحتهم بفوز المنتخب بشكل حضارى، ليس فيه سب وقذف لمنافسيهم.. إنها الطريقة التى تعبر عن روح المصريين.

بل ودعنى أقل لك، إن أشكال الفرحة الغامرة فى البيوت والشوارع، هى مؤشر على بذور وجدان وعقل جمعى للمصريين، فهذه الطريقة فى التعبير عن الفرحة لم تحدث باتفاق، ولم يحدث أن اتفق أولادى وأولادك على أن يطلبوا شراء علم بلدهم، ولم يتفق الناس على مشاهدة المباريات مهما كان حجم الانشغال.. كما لم يتفقوا على أن الطريقة الوحيدة لاستعادة حقوقهم هى الاحتجاج السلمى الديمقراطى.. ولكنه وجدان وعقل البلد الذى ينمو فى الاتجاه الصحيح.

إنه التغيير الحقيقى للبلد، التغيير الذى يتم على أرض الواقع، وليس فقط فى وسائل الإعلام والوسائط الإعلامية الشعبية، مثل الفيس بوك والتويتر والمدونات وغيرها.. إنها السعادة التى يجب أن نستمتع بها للنهاية، فهى ليست ضد أحد من منافسينا، ولكنها فخر ببلد عريق مثل مصر.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة