سعيد شعيب

إهانة الجمل

الأربعاء، 10 فبراير 2010 11:59 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دعك من الخلاف أو الاتفاق مع وزير التعليم دكتور يسرى الجمل، ولكن فى كل الأحوال، الطريقة التى خرج بها من الوزارة مهينة ولا تليق بأى إنسان حتى لو كان موظفا صغيرا فى أى مصلحة حكومية، فما بالك بوزير كان يتولى مسئولية قطاع مهم دوره تصنيع أجيال المستقبل. فلم يكلفوا خاطرهم أن يعلموه قبلها، وأن يراعوا كرامته الشخصية، ولكنه للأسف عرف من وسائل الإعلام. ولذلك كان طبيعيا أن يشعر بالمرارة طبقا للتصريحات التى قالها فى برنامج «كنت وزيرا» الذى أذيع على قناة دريم 2 ، فأكد أنه غير راض عن الشكل المفاجئ لخروجه. ووصف الأمر بأنه صدمة شديدة ومفاجأة.

ناهيك عن أنه حتى عندما قابل رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف بعد إقالته بـ48 ساعة، لم يعرف لماذا فعلوا ذلك، بل كان الغريب أن رئيس الوزراء طبقا لما قاله الجمل أشاد بإنجازاته أثناء توليه موقعه الهام، أى أن الدكتور نظيف لم يقل له لماذا كانت الإقالة وما الأسباب التى جعلتها بهذه الطريقة المفاجئة.

الحقيقة أن وزير التعليم السابق ليس استثناءً، ولكن هذه هى الطريقة المعتادة مع كل الوزراء، فلا يمكنك أن تعرف على وجه الدقة لماذا أتوا بفلان ولماذا أقالوا فلانا، رغم أن البديهى والطبيعى هو أن يعرف الرأى العام.. والطبيعى والبديهى هو أن يعرف القادم الجديد لماذا تمت إقالة سابقه.. حتى يعرف هل سوف يستمر فى تطبيق سياسات سلفه، أم سوف يعتمد سياسات نقيضة لها أو مكملة.

لكنه التعتيم المهين يحرم المصريين من حقهم فى المعرفة، وينتهك حقهم فى المشاركة، أليس الرئيس ورئيس الوزراء وكل الوزراء وكبار المسئولين فى بلدنا يعملون عند الشعب وليس العكس؟

لكنه منطق الاستبداد، منطق الموظفين وليس السياسيين، ولذلك السلطة الحاكمة فى بلدنا تتصور أن الوزراء وكبار المسئولين هم مجرد موظفين لديها، وتختارهم بالفعل على هذا الأساس، ولذلك ستجدها فى الأغلب الأعم تختار من بين شريحة ضيقة من البيروقراطيين والأكاديميين، انطلاقا من أن حل المشاكل يستلزم فقط موظفين أكفاء، ورغم أن الواقع أثبت بدون أدنى شك أن هذه الطريقة فاشلة، وأنها لا تصنع تقدما حقيقيا، فما زالوا مصرين عليها.

فالبديهى أن هذه المناصب سياسية وليست فنية، ففى كل وزارة يوجد الفنيون الذين يستطيعون تنفيذ أى سياسة يعتمدها الوزير بالكفاءة التى يريدها، ولكن حتى يكون لدى الوزير هذا المنطق فى العمل لابد أن يكون قادما من على أرضية سياسية، وهذا بكل أسف غير موجود، ربما لأن من هم أعلى من الوزير لا يريدون هذه النوعية، فهى بدون شك مزعجة، وبدون أدنى شك لن تكون مجرد منفذ لتوجيهات السيد الرئيس، ولكنه سيدخل فى حوار ونقاش حقيقى وصولا إلى تصورات عامة لنهضة بلدنا.
إنه الاستبداد.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة