لن يرد أنصار النظام الحاكم فى إيران على ما كتبه الدكتور سمير غطاس فى المصرى اليوم منذ عدة أيام، سيصرخون ضد الاحتلال الإسرائيلى لفلسطين، فهو الاحتلال الحرام، ويتجاهلون احتلال إيران، فى عهد الشاه ومن بعده لأراض عربية، فهو احتلال حلال.
رغم أن الدكتور غطاس، وهو من أهم كتابنا، ومن أهم المحللين، قال بحسم إن الاحتلال هو الاحتلال، لا يوجد محتل عدو وآخر صديق، أيا كان دين أو جنسية مرتكب هذه الجريمة.
وفى سلسلة مقالاته التى كتبها تحت عنوان "فى أصول المسألة الإيرانية"، لم يقف عند حدود الاحتلال الإيرانى الوقح لأرض عربية، ولكنه ذكر الاحتلال الأسبانى لجزيرتى سبته ومليلية، والاحتلال التركى (مستمر فى عهد أردوغان "الإسلامى") للإسكندرونة فى سوريا.
فلماذا يتم الصمت على كل هذه الأراضى العربية المحتلة؟ ولماذا لا يوجع قلب أنصار القومية العربية حتى بدا وكأنه لا يوجد احتلال سوى الاحتلال الصهيونى لفلسطين؟
ففى عام 125 احتلت إيران إقليمى الأحواذ أو عربستان، ومساحته أكثر من 13 ضعف أرض فلسطين وكان عدد سكانه العرب وقتها 2 مليون وينتج كما يقول الدكتور غطاس 87% من إجمالى ما تنتجه إيران من النفط، و90% مما تنتجه من الغاز. وفى عهد الشاه وبعده هناك كما تفعل إسرائيل بالضبط ادعاء بحق تاريخى فى هذه الأرض. وسعى مستمر حتى الآن لإجلاء السكان الأصليين وإحلال الفرس مكانهم، ناهيك عن القمع ومنع تعليم اللغة العربية واستخدامها.
أضف على ذلك الاحتلال الإيرانى لجزيرتى طنب الكبرى والصغرى منذ عام 1971 وطرد سكانها الإماراتيين. وفى عهد الملالى تم احتلال جزيرة أبو موسى عام 1992 وطردت سكانها العرب وبناء مستوطنات. ثم إليك ما هو اخطر، ادعاء نظام الملالى فى إيران على لسان "على أكبر ناطق نور" رئيس التفتيش العام بمكتب قائد الثورة الإسلامية عما اسماه بتبعية البحرين لإيران. ووصفها بالمحافظة الرابعة عشر فى إيران.
ولأنى لا أتوقع سوى الصمت من حماة نظام الملالى فى مصر، فإنى أدعوك إلى إعادة التفكير صخب العداء بين نظام الملالى وإسرائيل، ألا يجب الانتباه إلى أن كلاهما يتنافسان على نهب أراضينا؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة