يسرى الفخرانى

يوم آخر.. بدون حب!

الأربعاء، 17 فبراير 2010 08:10 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أحب يوم الحب!
لأنه يختصر كل أيام الحب.. فى يوم!
أنا أحب الحب وأدافع عنه فى كل وقت.. ومهما كان الوقت، مدافعاً عن قيمة مهمة لانعرف تماما كيف نعيش بها حياة أفضل!.

وحده الحب يجعلك كيف ترى الحياة أجمل مع من تحب، يجعلك تتغلب على كل الظروف الصعبة لأن الحب باختصار هو أن تستيقظ كل صباح وتعرف أنك لست وحدك فى هذه الحياة.. وأن هناك من يتحمل نصف همومك ويمنحك نصف سعادته!.

الحب خيوط ناعمة من مشاعر خلقها الله لنا كأجمل نعمه الكثيرة، مشاعر يرفضها الكسالى الذين لايريدون أن يبذلوا طاقة لاستخراج هذا الكنز الكبير.. فيلعنوا الحب والمحبين، ويطاردوا من يحب حتى يصبح ساحراً شريراً يكره الحب ويكره نفسه!.

الحب لايختصر فى يوم أو باقة ورد أو صندوق شيكولاتة، الحب هو أن تجد شركاء لك فى مشوار الحياة الصعبة، يخففون عنك ويخافون عليك!.

الحب رزق يمنحه الله لمن يشاء ولا يمنعه على أحد إلا الذين يرفضون الحب والذين يسخرون من الحب، أن تعيش منزوع القلب والمشاعر بلا حب.. هذا قمة العذاب!.

نعيش زمنا صعبا نقسو فيه على أنفسنا، نتجرد من مشاعرنا كلما أمكن من أجل أن نواصل الحياة ونتحملها، نحمل وجوه بلاستيك وقلوب بلاستيك وأصابع بلاستيك وحروف بلاستيك وزهور بلاستيك، نتصور أن هذه هى الطريقة الأفضل من أجل أن تمر أيامنا على خير، فتمر الأيام والعمر.. لكن بتعاسة مفرطة وحزن بالغ وألم شديد!.

ثمن الحب صعب لكنه يستحق، ثمن الحب أن تعطى كل من حولك مشاعر طيبة وإحساسا دائما بهم وتمنح الأمان والسعادة، ومن يفعل ذلك فهو فارس.. ومن لا يفعل فهو خائن هارب لا يستحق الحياة!.

قيمة الحب أنه لايباع على أرفف السوبر ماركت ولا فى محلات العطارة، فنشترى علبة حب أو قرطاس حب، قيمته أنه مخلوق يعيش فى نقطة ما داخلنا دون أن نراه، ومن يصل له، يصل إلى معنى الحياة.

سرقت أشياء كثيرة من حياتنا الحب، كما سرقت تفاصيله، وتحولنا إلى عالم صغير نتبادل فيه المشاعر الدافئة بالموبايل والإيميل والبلاك بيرى، يجلس الأصدقاء على كافيهات عصرية باردة يشاهدون قنوات ميلودى ويشربون الكابيتشينو ويمارسون شات على الإنترنت، ولايتبادلون كلمة عن أحلامهم، مع أن الحلم.. حب، ومن يعرف كيف يحلم.. يعرف كيف يحب نفسه وكيف يحب الآخرين!.

يصمت الأزواج فى المساء أمام برامج التوك شو أو فيلم عربى على روتانا سينما، يواصلون حالة التبلد الصباحية ويستكملون وجبة النكد اليومية ويطمئنون أن الأولاد ناموا دون ضجيج أو طلبات!.

تأكل العائلات لأنها يجب أن تأكل وليس لأن فى طقس الطعام كثير من الحب والود والدفء، فيلتهمون ساندوتشات التيك أوى أو قطع البيتزا.. ويستمر البرد!.

تمارس إجازات نهاية الأسبوع فى المولات المغلقة التى لاتدخلها الشمس، وتأتى لها رحلات أسبوعية من الأقاليم البعيدة.. يتركون الطبيعة والشوارع ويختفون فى طرقات مخنوقة حتى لايرى أحد الحياة!.

وهكذا.. نهرب طول الوقت من كل نسائم الحب وتفاصيله ورحابته وسمائه البعيدة.. لنختبئ من أنفسنا ونتوه وننسى، هل نحن نكره أنفسنا؟

حين نعذب أنفسنا بهذه الطريقة، فنفضل أن نرى الشمس من نافذة صغيرة ولانتمتع بدفئها وسحرها!.

لا أريد أن نعيش يوماً آخر بدون حب، أن نخسر يوماً لأننا لانريد أن نعترف أن للحب قوة مذهلة على التغيير وفى الحب قدرة رائعة على الاستمتاع بالحياة، وأن بالحب يمكن أن نحول الأيام العابرة إلى أيام لاتنسى!.

الحب ليس رفاهية مؤجلة لأن ليس هذا وقتها، إنما وقت الخبز والماء والحليب ودروس الأطفال، الحب يجب أن يكون حاضراً دائماً فى كل وقت لأنه طاقة تساعدنا فى طريقنا إلى البحث عن رغيف الخبز والماء والحليب ودروس الأطفال!.

نحن فى مفترق طرق الآن لأننا حائرون فى الحب، نحب أو لا نحب، نحب أنفسنا أو لانحب، نحب شركاء حياتنا أو لانحب، نحب أعمالنا أو لانحب، نحب شوارعنا أو لانحب، نحب بلدنا أو لانحب، نحب بيوتنا أسماءنا أيامنا.. أو لانحب.

هاربون من الحب.. خائفون منه وخائفون عليه!
فى الفترة القصيرة التى عرفنا فيها حبا حقيقيا أنجزنا فوزا فى مباريات كرة القدم ورفعنا أعلام بلدنا، ثم.. طوينا الحب فى دولاب الذكريات مرة أخرى حتى وقت آخر.
الحب.. هو قدرتك على أن ترى الحياة بشكل آخر.. ونفسك أيضاً!.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة