سعيد شعيب

تحية للبابا والنائب المسلم

الخميس، 25 فبراير 2010 11:58 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من الأخبار المبهجة، وفى ذات الوقت لها دلالة مهمة، أن البابا شنودة قابل أسرة الشهيد المسلم فى نجع حمادى، وهو العريف أيمن حامد، كما تبرع لهم بـ 40 ألف جنيه.

وأظن أن المغزى واضح، فالبابا يرى أن هذا المسلم ضحية لإرهاب وتعصب مثله مثل الضحايا المسيحيين الذين راحوا فى هذه المجزرة البشعة، فالعمليات الإرهابية التى اجتاحت مصر فى التسعينات لم تفرق بين مسيحى ومسلم، بل إن الاجتهادات الفقهية الباطلة لم تكن تفرق فى القتل بين المصريين.

لكن للأسف هذه التصرفات النبيلة لا تحظى بالاهتمام الإعلامى الذى يليق بها، وليس سبب ذلك أن الصحفيين أو الإعلاميين يريدون الشر، ولكن هذا بشكل أو آخر قانون المهنة، فهى تهتم أكثر بالأحداث الخاطئة التى تؤذى الناس.. ولكن ما أتصور أنه الصحيح أن مثل هذه الأخبار المبهجة فيها أيضا جاذبية صحفية، لأنها تأتى فى مناخ عام معادى لها، ولأنها من جانب تحتاج منا بدوافع وطنية أكثر منها مهنية أن نهتم بها.

مثل هذه الأحداث كثيرة، منها على سبيل المثال المسلم الذى استشهد وهو يحاول إنقاذ جاره المسيحى عندما شب حريق فى مكتبه، ومنها المسيحيون الثلاثة الذين استشهدوا وهم يحاولون إنقاذ ابن بلدهم المسلم الذى كان يختنق فى "بيارة مجارى".

ومنها ما نشره موقع اليوم السابع أمس، فالدكتور صالح العيسوى عضو مجلس الشعب عن دائرة بيلا تبرع بـ20 ألف جنيه مساهمة منه فى إعادة بناء كنيسة، والتى تم إنشاؤها منذ أكثر من 90 عاما وتعانى من بعض الشروخ والتصدعات.

إذا بحثت ستجد الكثير والكثير من مثل هذه الأحداث الإيجابية المبهجة فى بلدنا، ليس فقط فيما يتعلق بالمسلمين والمسيحيين، ولكن فى العلاقة بين كل المصريين أيا كانت ديانتهم ومعتقداتهم، وأيا كان توجههم السياسى، وليس على سبيل المبالغة أو الطنطنة القول إنها التعبير الحقيقى عن روح المصريين، بل ودعنى أقول تعبير عن جوهر كل الأديان والمعتقدات، بل وجوهر الإنسان فى كل مكان وزمان.

لذلك أدعو زملائى العاملين فى كل الوسائط الإعلامية والصحفية، للاهتمام الجدى بمثل هذه الأحداث المبهجة.. فهى التى تشفى الجروح وتطهر قلوبنا من سوءات التطرف والمتطرفين.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة