أعتقد أن هناك ارتباطا كبيرا بين إعلان أحزاب المعارضة الأربعة ( الوفد والتجمع والناصرى والجبهة) عن عقد مؤتمر للإصلاح الدستورى فى مارس المقبل، وبين الحالة السياسية التى دب النشاط فيها بعد وصول الدكتور محمد البرادعى إلى مصر، والارتباط فى ظنى أنه ليس مكملا للحالة التى أحدثها البرادعى، وإنما المقصود هو تفريغ كامل لهذه الحالة، وأعتقد أن حزب الجبهة هو الأقل تورطا فى ذلك لموقفه الإيجابى من البرادعى.
والشاهد على ما أقول هو انتقاد أحزاب التجمع والوفد والناصرى للبرادعى فى حالة ترشحه للرئاسة، وهو الانتقاد الذى يصل إلى حد الرفض الكامل له، بل وصل الأمر إلى حد اتهام الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع للبرادعى بأنه لا يعرف شيئا عن السياسة، بالإضافة إلى أنه رجل عاش خارج مصر وبالتالى لا يعرف عنها شيئا، وهى حجج لا تستحق عناء الرد عليها، لكنها فى نفس الوقت تعطى ضوءا كاشفا لمأساة أحزاب المعارضة فى مصر، التى أصبحت رديفا للحكومة وحزبها الوطنى فى إجهاض أى نداءات للتغيير، وذلك فى مقابل حصص تافهة من المكاسب المادية أوفى التمثيل البرلمانى.
وبهذا التصور أتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة اشتدادا فى عود هجوم المعارضة على البرادعى ومساره، وأتوقع أن تطرح مبادرات للإصلاح مثل التى طرحتها حول مؤتمر الإصلاح الدستورى المزمع عقده فى مارس المقبل، وأتوقع أن تقوم الحكومة بالسماح لها لنوع من النشاط السياسى يؤدى إلى محاولة إحيائها من موتها.
وذلك بأمل سحب البساط من تحت أقدام البراداعى والذين معه، وسيكون كل ذلك مدفوع الثمن لهذه الأحزاب فى الانتخابات البرلمانية المقبلة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة