أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد الدسوقى رشدى

إلحقنا يا رسول الله!

الجمعة، 26 فبراير 2010 12:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ستبقى الكلمات دوما عاجزة عن وصف نورك، وستبقى الكلمات أقل من أن تصل إليك بما نريد أن نقول، وستبقى الجمل والعبارات اللفظية قصيرة على أن تصل بما تحتضنه قلوبنا لك من محبة.. وحدها تعاليمك.. وحدها رسالتك ستبقى الجسر الدائم للوصول إليك، وستبقى مورد الطاقة والقوة التى منها نستمد وبها نقوى على مواصلة المشوار ..

الآن.. والآن فقط لابد أن نتوقف، ندع علبة الحلاوة الشهيرة التى نحملها على أكتافنا كل عام وقت مولدك، نكف أيدينا عن هذا الحصان الذى لا يغفل فارسه أبو طعم مسكر عن سيفه المرفوع دائما..

الآن لابد أن نتوقف.. نراجع دفاتر حساباتنا الإنسانية ونلقى بنتائجها السوداء خلف ظهورنا لكى نحتفل بك بما يليق بقدرك ومقدارك يا صاحب الفخامة والسمو والعلو يارسول الله.. نحن الآن فى أشد الحاجة إليك، نحتاج لشفاعتك فى دنيانا كما سنحتاجها فى آخرتنا، نحتاج لسماحتك وعونك ونفسك معنا لأن المصائب قد اشتدت علينا.

نحتفل بك الآن بلا حلوى لأن الدائرة تضيق حول رقابنا ولم يعد للسكر طعمه الحلو، لأن الخلايا التى تتذوقه تنهار قبل أن تحصل على كيلو واحد منه، الآن لا نشترى لأولادنا فارسهم صاحب السيف الذى لايعرف طريقا لغمده لأنهم سيكتشفون الخدعة حينما يدركون أن سيوفنا الحقيقية لا تخرج من غمدها حتى ولو كان قتالا من أجلك أنت أو فى سبيل من بعثك بالحق نبيا، الآن نحتفل بمولدك ونحن نتوسل إليك أن تمدنا بقوتك التى نشرت بها رسالتك رغم أنف الحاقدين والكارهين.

الآن لا نشترى عروسة المولد لأن أماكن الفرح قد ضاقت والبراح الذى نتمناه قد امتلأ بالأوجاع والأمراض ، لابيت من بيوت أمتك الآن يخلو من مصيبة، ولا فراش من فراش أهلها يخلو من مريض بالفيرس سى أو السرطان وهى أمراض تخرب البيوت قبل أن تجلس على تلها، ولا مكتب ولا وزارة ولا مسئول تخلو جيوبه من رشوة أو قطعة أرض حرام، ولا سجن من السجون إلا وبداخله أبرياء كان ذنبهم أنهم فكروا فى نصرة قيمك التى حاربت من أجلها، ولا عرش إلا ويجلس عليه طاغية جبار لا ينصر مظلوم ولا يعاقب ظالم ولا يسأل نفسه عن ملايين الأرواح التى تتعثر أمام قصره أو تغرق فى عباراته أو تموت حرقا فى قطاراته أو تطحن أشلاؤها فى حوادث طرقه أو تشنق نفسها يأسا من مستقبل مشرق فى ظل حكمه.. وليس فى أقاصى الأرض كما كنت تحاسب نفسك وكما حاسب خليفتك عمر نفسه عن بغلة العراق.
لم نعد كالبنيان المرصوص بل كالرصاص المنثور نقتل بعضنا بعضا، يبكى الأخ أمام أخيه فلا ترتعش شعرة واحدة فى جسده، الرحمة هربت من قلوبنا يا شفيعنا ورسولنا، والجبن والضعف استوطناه.

الآن نخاف ألا نكون أمتك التى وعدتها بالشفاعة ونعيم الجنة، ونخشى ألا تمد يدك الطاهرة إلينا بتلك الشربة الهنيئة المريئة التى لا نظمأ بعدها أبدا.. نحن عطاشى يارسولنا ونيلنا يجرى من تحت أقدامنا، وجوعى والزرع الأخضر يداعبه الهواء فى أرضنا.. أما لهذا الغضب أن ينزاح، ادعو لنا يا رسول الله فنحن أحباؤك الذين اشتقت لرؤياهم وهم غفلوا عنك ولكنهم استيقظوا الآن..

يا رسولنا تبنا وتعلمنا ومصائبنا خنقت الشياطين بداخلنا..وفى يوم مولدك نعاهدك على أن نضع نقطة.. ونبدأ من أول السطر.. فقط لا تحرمنا من شفاعتك يوم العرض على المولى عز وجل، ولا تحرمنا منها الآن ونحن قابضون على جمر المشاكل والمصائب التى فاضت وبلغت حلقوم حياتنا!









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة