ما كشفته الزميلة سهام الباشا فى العدد الأسبوعى من جريدة «اليوم السابع» شىء خطير، ويثبت بحسم أن مجموعة الـ45 كانوا وما زالوا على حق، ولو كانت هذه الحكومة محترمة لحاسبت المسئولين فى هيئة قضايا الدولة، ليس فقط على عدم عدالتهم فى التعيينات، لكن الأخطر هو عدم احترامهم القانون، رغم أنهم رجال قانون.
لكن من هم مجموعة الـ45؟
هم شباب تقدموا للتعيين فى هيئة قضايا الدولة، ولكن تم استبعادهم رغم انطباق الشروط عليهم، ولعل هذا يذكرنا بالشاب الذى انتحر منذ عدة سنوات بعد أن رفضت وزارة الخارجية تعيينه لأنه من أسرة فقيرة، وقال الجهابذة وقتها (غير لائق اجتماعيا)، لكن الـ45 لم يلقوا بأنفسهم من على كوبرى قصر النيل، ولكنهم قاوموا وحصلوا على أحكام قضائية خلال عامى 2006 و2007، ورغم ذلك ارتكب القائمون على هيئة قضائية عريقة جريمة عدم تطبيق القانون، وكل ما فعلوه هو تعيين عدد قليل منهم لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة.
أعود إلى ما كشفته سهام بالمستندات وهو تعيين من لا يستحقون لأن تقديرهم «مقبول» وليس «جيد» كما تنص الشروط، ومنهم نجل زوجة المستشار صدقى خلوصى، رئيس هيئة قضايا الدولة، واسمه محمد أمير السعيد، ونجل مدير العلاقات العامة واسمه محمد مصطفى كامل، ونجل المستشار إسماعيل محمود نائب رئيس هيئة قضايا الدولة سابقا، ناهيك عن تعيين أعضاء اقترب عمرهم من الخمسين، منهم كامل عبدالقادر.
بماذا يمكن أن تسمى كل هذا؟
الحقيقة أنه ليس فقط انتهاكا فاضحا للقانون ولكنه توريث وسد الأبواب أمام الترقى بناء على الكفاءة، وربما يمكنك القول إنه للأسف أصبح مزاجا عاما فى البلد كله بما فيه رجال القانون.. فكثيرون منهم يعتبرون أن تعيين أبنائهم وأقاربهم حق لهم.
ولذلك فمجموعة الـ45 تستحق كل المساندة، فهم يخوضون حربا شرسة بدون حماية، سوى قدر ليس كبيرا من الاهتمام الإعلامى، لكنك لن تجد من يساندهم من الذين يتحدثون ليل نهار عن الفساد والتوريث فى الفضائيات والصحف، ولن تجد من يساندهم من القوى السياسية والحركات الاحتجاجية.. فهم للأسف فى العراء.
رغم أنهم الأحق بجائزة «مصريين ضد الفساد» التى منحتها فى عام 2009 للمستشار المستقيل محمود الخضرى، ومع كامل الاحترام له، فالرجل مجرد معارض سياسى، يريد تغيير نظام الحكم، وهذا حقه خاصة بعد خروجه من سلك القضاء، ثم إن المعارضة أمر سهل، أما محاربة الفساد على الأرض وملاحقته وضبطه لحظة بلحظة، فهى أمر صعب كما تعلمون.
لذلك أدعو الإعلامية العزيزة بثينة كامل المسئولة عن هذه الحركة أن تتجنب قليلا الذين يحاربون الفساد بـ«الكلام» على الفضائيات والصحف.. وتهتم بالأبطال الحقيقيين الذين يدفعون الثمن غاليا، هؤلاء الذين يغيرون البلد ويدفعونه للأمام، لتكون أكثر حرية وعدلا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة