فاطمة خير

"خولة الكريع" من نافذة العربية

الإثنين، 08 فبراير 2010 12:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أطلت د. خولة الكريّع من نافذة برنامج "صباح العربية"، احتفاءً بها كإمرأة سعودية نالت تكريم العاهل السعودى، الذى قلدها مؤخراً وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى، عن إنجازات حققتها فى مجال أبحاث معالجة مرض السرطان.

"صباح العربية"، البرنامج الأبرز على شاشة القناة فى مطلع اليوم، هو فى حد ذاته نافذة تطل منها ـ القناة ـ على المشاهدين العرب فى بداية يومهم، وبذا تقدم من خلاله القناة "رسائلها" بشكلٍ أكثر وضوحاً، وأن يفرد البرنامج مساحة كالتى منحها لمراسم استقبال الملك "عبدالله بن عبدالعزيز" للدكتورة "خولة" فى مكتبه، وتقليدها الوسام الملكى، ثم إطلالتها هى نفسها على شاشة القناة (من الرياض)، لتتحدث فى مساحة زمنية ـ واسعة ـ عن أبحاثها باعتبارها "كبيرة" علماء أبحاث السرطان بمستشفى الملك فيصل التخصصى ورئيسة مركز الأبحاث فيها، حيث حققت إنجازات فى مجال أبحاث الصفات الوراثية (الجينية) للخلايا السرطانية؛ هو محاولة واضحة لتقديم صورة إيجابية عن مكانة المرأة السعودية، فالدكتورة التى ظهرت كاشفة الوجه وحاسرة الجزء الأمامى من رأسها (بما يظهر بعضاً من شعرها) تشغل موقعاً مهماً وهو علمى؛ مايعنى أنها تستحقه بجدارتها وليس محاباة، وظهرت من خلال تقرير وهى تدير رجالاً يعملون تحت إشرافها فى مركز الأبحاث.

فى الأسبوع نفسه، الذى تم تقديم "الكريّع" فيه، كنموذج للمرأة السعودية الجادة والفاعلة، استضاف البرنامج "ريم عبد الله"، وهى فنانة سعودية بدأت حياتها الفنية من خلال المسلسل الشهير "طاش ما طاش" وتستعد لتقديم أعمال سينمائية؛ لتتحدث عن حياتها وأعمالها باعتبارها "ممثلة" سعودية شابة !، لم تتحدث "ريم" عن عقبات واجهتها فى احتراف الفن، حتى أنها قالت بأن أهلها شجعوها على اقتحام عالمه!.

فيما أبرز موقع "العربية" تقريراً عن "سميرة المدنى" كأول إعلامية تظهر بالزى العسكرى على التليفزيون السعودى، لتنقل المعارك الدائرة بالقرب من الحدود اليمنية!.

هو انقلاب شامل فى الصورة التقليدية للمرأة السعودية، تم الإعداد له بروية، ويجرى تنفيذه بسرعة وعلى مجال واسع، ولو أن للحملات الإعلامية نموذجاً يتبع، فإن مايحدث من "السعودية"، بغرض تقديم صورة جديدة عن المرأة السعودية، باعتبارها عنصراً فاعلاً فى المجتمع وعلى كل المستويات، هو نموذج أمثل، لما يمكن أن تقدمه دولة توظف وسائل الإعلام (الخاص والرسمى)، لتقول ما تريد، صحيح أن المرأة هنا يجرى استخدامها كوسيلة لتحسين صورة دولة، لكن المحصلة النهائية فى صالح كلٍ منهما.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة