عادل السنهورى

فارس 9 مارس

الأربعاء، 10 مارس 2010 08:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تظل صورة الشهيد البطل الفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان الجيش المصرى، أثناء حرب الاستنزاف هى أيقونة الشهداء فى يوم عيدهم التى تحتفل به قواتنا المسلحة الباسلة يوم 9 مارس كل عام ورمزا مشرقا ومشرفا للعسكرية المصرية طوال تاريخها المجيد.

كان استشهاده فى الخطوط الأمامية لميدان القتال نموذجا للقائد والفارس العسكرى المحترف الذى آمن بعقيدة الاحتراف العسكرى معارضا انخراط المحارب فى العمل السياسى، لذلك صب كل جهده وتفكيره فى الاحتراف العسكرى وانتظم فى عشرات الدورات التدريبية العسكرية، وعلى أساسها تم اختياره ضمن العناصر التى شكلت أول لواء مدفعية مضادة للطيران فى الجيش المصرى، وتم اختياره لشغل موقع أركان حرب اللواء ولم يكن يتعدى رتبة الملازم أول.

تاريخ الشهيد عبد المنعم رياض زاخر بالمشاركات والدراسات العسكرية فلم يكتف فقط بكونه رجل عسكرى منضبطا ومخلصا وإنما سعى إلى أن يكون مفكرا وخبيرا إستراتيجيا فى العلوم العسكرية، ففى العام 44 حصل على درجة الماجستير بترتيب الأول على دفعته ويواصل مسيرته العلمية، ليحصل يعد ذلك على شهادتين فى مدفعية الميدان والمدفعية المضادة للطائرات بامتياز من مدرسة "لاركهيل تاون" البريطانية.

لم ينشغل الفريق عبد المنعم رياض بالسياسة واستمر مؤمنا بعقيدته الاحترافية العسكرية ولم يسع إلى شغل منصب سياسى عقب ثورة 23 يوليو 52 رغم انشغال عدد كبير من زملاء دفعته بالسياسة والعمل الدبلوماسى وبالصحفى، واستمر فى مكانه البيعى الذى يعشقه فى ثكنات الجيش أو على مقاعد الدراسة. ويشغل الشهيد فى العام التالى للثورة موقع قائد اللواء الأول المضاد للطائرات، وكان له دور كبير فى إبرام صفقات الأسلحة السوفيتية والتشيكية. رؤيته العسكرية واحترافيته جعلته يطالب بإنشاء سلاح مستقل للدفاع الجوى بعد حرب 56 ولم ينفذ مطلبه للأسف إلا بعد هزيمة 67 وظلت مساعيه فى التنسيق والتعاون بين الأسلحة المختلفة تصطدم بعراقيل أدت بالقطع إلى الهزيمة وتم إبعاده إلى وظيفة مستشار للقوات الجوية لشئون الدفاع الجوى.

قبل هزيمة 5 يونيو تم اختيار الفريق رياض رئيسا لأركان القيادة العسكرية العربية الموحدة وانفتحت آفاق قومية رحبة أمام أطروحاته العسكرية التى انتقلت من الإستراتيجية المحلية للجبهة المصرية إلى إستراتيجية واسعة تغطى كافة مسارح العمليات فى مواجهة العدو الصهيونى وظل يطالب بضرورة دعم القوات الجوية العربية فى دول المواجهة والتنسيق مع أجهزة الدفاع الجوى إلا أن السياسة العربية كان لها رأى آخر، فعاد إلى الانتظام فى دراسته بكلية الحرب العليا بأكاديمية ناصر وحصل فى أكتوبر 66 على درجة الماجستير للمرة الثانية فى موضوع "تغيير اتجاه المجهود الرئيسى لقوات الهجوم وهو من أصعب الموضوعات بحثا للقادة على مستوى الفكر السياسى العالمى، ولم يكتف بذلك ولكنه درس إلى جانب ذلك الاقتصاد فى كلية التجارة بجامعة عين شمس.

طريقه إلى الشهادة جاء بعد أن أصدر الزعيم الراحل جمال عبد الناصر عدة قرارات بعزل وتعيين القيادات العسكرية على خلفية هزيمة يونيو 67 تضمنت تعيين "الجنرال الذهبى" عبد المنعم رياض كقائد أركان الجيش المصرى وبدأ فيما يشبه المعجزة مع رفاق السلاح خطة الطريق إلى النصر وإعادة الاعتبار للعسكرية المصرية بإعادة بناء القوات المسلحة، وبدأت رحلة الصمود والنصر والشهادة.

يوم الأحد 9 مارس 69 كان الفارس يقف وسط جنوده ليطمئن على تنفيذ أولى خطط تدمير خط بارليف، وفى موقع المعدية 6 نال الفريق عبد المنعم رياض الشهادة وانتقم له الأبطال فى اليوم التالى وقتل القناصة المهرة 21 عسكريا صهيونيا، من بينهم الجنرال الصهيونى "تال" قائد القوات المدرعة الإسرائيلية فى سيناء. ويوم تشييعه إلى مثواه الأخير شارك أكثر من مليون مصرى فى الجنازة الذى تقدمها جمال عبد الناصر. تحية سلاح إلى الشهيد الفارس ورفاقه الشهداء من الأبطال فى يوم عيدهم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة