سعيد شعيب

النضال من أجل الرجوع للخلف

الخميس، 11 مارس 2010 12:20 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أنا مندهش من لغة التخوين التى استخدمها الزميل العزيز مدحت الزاهد، فقد اعتبر من يطالبون بتغيير قانون نقابة الصحفيين بأنهم "ذيول الحكومة"، بل وربط فى العدد الأخير من جريدة الكرامة بينهم وبين "مشروع توريث مصر".

للأسف أن هذا الاحتكار للوطنية، هو العقبة الأكبر فى تقدم بلدنا، لأنه لا يناقش ولا يطور الأفكار، ولكنه يحول أى اختلاف، وهو طبيعة الحياة، إلى حرب قبائل.

ربما تكون الحجج التى ساقها صديقى الأستاذ يحيى قلاش فى العدد الأسبوعى قبل الأخير من جريدة الدستور أكثر تماسكا، وملخصها أنه لا توجد ضمانة بخروج قانون جديد ينصف الصحفيين، فالسلطة الحاكمة معادية للحريات. كما أن مواد القانون التى عفى عليها الزمن مثل موافقة الاتحاد الاشتراكى ووزارة الإرشاد القومى على التحاق أى صحفى بنقابته ماتت من تلقاء نفسها. ولكنه تجاهل الأهم:

1- قوى المعارضة السياسية كانت صاحبة الأغلبية فى عهد الأستاذ جلال عارف، ومع ذلك لم يشرعوا فى عمل قانون بديل، كان من الممكن أن يكون الآن مرجعية لأى محاولات جديدة.
2- مشكلة قانون النقابة ليست فقط المواد التى عفى عليها الزمن، بل فى أنه أصبح ضد الصحفيين، فعلى سبيل المثال لا يوجد فى بنوده الزملاء العاملين فى الصحافة الإلكترونية، والعاملون فى كل أنواع الميديا، واقصد بالطبع الذين يمارسون عملا صحفيا. ولائحة القيد التى وضعها الزميل ياسر رزق فى عهد الأستاذ عارف كانت أكثر تعسفا، وأدت إلى إلغاء أى حماية من أى نوع لزملائنا الصحفيين الذين لا يملكون عقد عمل، رغم أنهم يعرفون أن المالك هو الذى يتحكم فيه، وبالتالى لا يعترفون على الإطلاق بأن ممارسة المهنة هى الأصل.
4- كل مجالس النقابة، مؤيدين ومعارضين، لم يتخذوا إجراء حقيقيا ضد وجود ملاك صحف أو ممثليهم فى النقابة، وصمتوا عن وصول بعضهم إلى عضوية المجلس وموقع النقيب.
5- المغالطة الأكبر هى تصوير أن مشكلة الصحفيين مع الحكومة فقط، وهذه إحدى الأكاذيب الكبرى، فلم تعد هى وحدها التى تملك صحفا، فلدينا الآن أحزاب ورجال أعمال، ودعنى أؤكد لك أن الحكومة هى الأكثر رحمة فى تعاملها المادى والمعنوى مع الصحفيين.
6- وإذا كان تغيير القانون حتميا، فلابد أن يكون عبر جلسات استماع ونقاش طويلة، وعبر الجمعية العمومية ولا يجب أن يحتكره سياسيو النقابة (مؤيدين ومعارضين).
7- ليس منطقيا أن يحاول أحد إقناعنا بأن الرجوع للخلف أفضل لنا.. فهذا خوف مبالغ فيه يدفعنا أصحابه إلى محبة الفساد والظلم.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة