سعيد الشحات

خراب أوسلو

الجمعة، 19 مارس 2010 11:43 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مازال الرئيس الفلسطينى محمود عباس يتحدث عن مفاوضات مع إسرائيل، يتحدث عن مفاوضات يسميها غير مباشرة، وأن شروطه لاستئنافها هو وقف إسرائيل للاستيطان، ولأن عباس لم يعد أمامه غير الكلام فقد رد عليه وزير الخارجية الإسرائيلى ليبرمان بالقول، إن وقف الاستيطان هو مطلب غير منطقى.

يتحدث عباس عن المفاوضات، بينما تمضى إسرائيل فى سياستها الرامية إلى هدم المسجد الأقصى، وافتتاحها كنيس " الخراب " الذى يرى المتطرفون اليهود أنه يمثل البداية الفعلية لبناء الهيكل الثالث المزعوم على أنقاض الأقصى.

بالطبع عباس ليس استثناء فى الحالة العربية فى رد الفعل نحو ما تقوم به إسرائيل من عربدة، فكل الحكام العرب هم عباس بدرجات متفاوتة، والقضية الفلسطينية هى انعكاس طبيعى لترهل الحالة العربية وضعفها.

لكن عباس يتحمل وزر أكبر فى قناعته اللانهائية بنهج أوسلو، الذى كان مهندسه الأول، ورغم أن هذا النهج أوصل القضية الفلسطينية إلى أضعف حلقاتها، فهو لم يمنح الأرض بالكيفية التى تحدث عنها عباس، ولم يمنح السلطة بالمعنى الطبيعى للسلطة، ولم يجعل شبر أرض واحد من الأراضى الفلسطينية محررا ومستقلا كما هو الاستقلال وكما هى الحرية.

صنعت أوسلو الخراب، وأعادت البندقية إلى المخابئ، وقفزت بسلطة يتيمة تتحدث عن حقوق الشعب الفلسطينى لزوم الوقت، والمدهش فى كل ذلك أن الرئيس الفلسطينى مازال على قناعته بأن أوسلو جاءت بالفوائد، ودليله أنه أصبح رئيسا لسلطة تمنع المظاهرات الفلسطينية ضد قيام إسرائيل بخطواتها التخريبية للأقصى، ودليله أيضا قوله من قبل إنه لا عودة مرة ثانية إلى أسلوب الانتفاضة، أى أنه يبعث بإشارات الاطمئنان لإسرائيل.

ولأن خيارات عباس أثبتت فشلها، وجاءت بالخراب للشعب الفلسطينى فليس أمامه سوى البحث عن سبل جديدة وفاعلة للمصالحة بين الفصائل الفلسطينية، وتخليه عن الرغبة فى ممارسة سلطة شكلية على عدة كيلو مترات من الأرض، وحتى لا يكون الأمر كله معلقا عليه، نقول إن كل الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة حماس لا بديل أمامها سوى الجرى وراء هذه المصالحة، فالاستمرار على وضع الانقسام الحالى هو الخدمة الجليلة التى يتم تقديمها لإسرائيل من أجل بناء "الخراب" وغيره.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة