عبد الفتاح عبد المنعم

فتنة الكعب الداير

الجمعة، 19 مارس 2010 01:41 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا تحتاج الفتنة الطائفية فى مصر إلى كثير من العناء فى اشتعالها وسيجد مشعلوها ألف طريقة وطريقة لحرق هذا الوطن، فالطريق إلى الفتن ليس مفروشاً بحسن النوايا كما يقولون بل بسوئها، فهى فتنة مثل «الكعب الداير» تنتقل من مكان لآخر دون عناء فهى مرة فى أسيوط وأخرى فى المنيا وثالثة بالإسكندرية ورابعة فى قنا وأخيراً فى مطروح وقبلهم فى القاهرة، لا تقف فى محطة ولا يستطيع أحد أن يوقفها لأنها تتطاير مثل الطائر المحروق الذى يشعل النار فى أى مكان يهبط إليه لانه مكان بلا تنمية أو مشاريع، وخريطة الفتن فى الفترة الأخيرة تؤكد ذلك فالفقر فى قنا وفرشوط ومطروح وعين شمس وإمبابة وراء تفشى كل أنواع الفتن ليست الطائفية، فهناك فتنة التحرش وفتنة الجهل وفتنه المرض.. ولكن فتنة الدين هى الأخطر والأكثر تأثيراً لأن مشعليها يحملونها مثل الكعب الداير ليقوموا بنشرها فى كل مكان فى مصر، ولو كانت لدينا حكومة قادرة على نقل مشاريع الاستثمار والتنمية إلى محافظات مصر كما تنتقل الفتن لما نجح من يريدها نارا فى مصر كلها فى اختراق هذا الشعب الطيب، ولما نجح حفنة من أقباط المهجر وعملائهم بالداخل فى أن يشعلوها هم وقتما يريدون إشعالها ويطفئوها إذا هم أرادوا إطفاءها.

وبعد أن ضربت الفتنة محافظات مطروح وقنا مؤخراً أصبحت مؤمناً بأن أعداء مصر فى الخارج هم الآن الذين يملكون قواعد تحريك أى فتنة فى مصر لانهم يستخدمون هذه الفتن لزيادة رصيدهم من أموال الكونجرس الأمريكى والمنظمات المتطرفة فى الغرب والتى تتوافق أجندتهم مع أجندة عدد ليس بقليل من أقباط الداخل، خاصة من يملكون عداء واضحاً ضد العرب والإسلام أو من هم دائماً ما يشعرون أنهم يعيشون فى نصف الوطن لانهم يزعمون أن كل الوطن ليس ملكهم، وهو ما تتم تغذيته داخل مسيحيى مصر وساعدهم على ذلك هذا الانقلاب الخطير الذى حدث فى المجتمع المصرى منذ عام 1972 وبعد أحداث الخانكة حيث سيطر الفكر المتطرف فى عقول عدد ليس بقليل من الشباب المسلم والذى وجد بوتقة تنظيمات أصولية بدأت من الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد وانتهت الآن فى حظيرة تنظيم القاعدة، وجميع هذه التنظيمات شعارها نفى الآخر ليس فقط الأقباط بل المسلمين الذين لا يؤمنون بأفكارهم، وإذا أضفنا لكل هذا غياب الدور الحكومى فإننا سنصل بالفعل إلى طريق واحد هو أن الفتنة الطائفية ستظل تتنقل من مكان إلى آخر مثل الكعب الداير ولن نجد أى مكان على خريطة مصر كلها إلا ودخلته الفتنة وهى النتيجة المنتظرة ،فهل نعيد حساباتنا جميعاً حكومة وشعبا أم نترك الاخرين يملكون تحريكنا إلى نار فتنة ستأتى على كل شىء فى مصر؟.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة