إذا كانت الآثار اليهودية فى بلدنا مصرية.. فلماذا الإصرار على أن بناء متحف للآثار اليهودية مرتبط بتأسيس الدولة الفلسطينية المستقلة؟
سؤال منطقى .. أليس كذلك؟
فالتأكيد على أن كل الآثار المصرية بناها مصريون أيا كانت ديانتهم، منطق وطنى متحضر، سواء كانت آثار إسلامية أو مسيحية أو فرعونية أوغيرها. وهو ما فعله وزير الثقافة فاروق حسنى والدكتور زاهى حواس أمين المجلس الأعلى للآثار ومن بعده الأستاذ محسن ربيع مدير الآثار اليهودية. كما أن رفض مشاركة إسرائيل أو أى مؤسسة غير مصرية حتى لو كانت دولية فى تكلفة ترميم المعابد موقف محترم، لأنه ينهى الخرافة التى تروجها إسرائيل لنا وللعالم، وكأنها كدولة تملك آثارا عندنا، ومن حقها ضمنيا الإشراف عليها، بل ومحاسبتنا على ما نفعله بها.
لكن هذا الموقف الوطنى المحترم من جانب المسئولين خانه التوفيق، عندما صرح الدكتور زاهى حواس ومن بعده الأستاذ محسن ربيع بأن بناء متحف للآثار اليهودية مرتبط بإقامة دولة فلسطينية، فما علاقة هذا بذاك؟
الحقيقة أنه لا توجد علاقة، بل وهذه التصريحات تحقق ما تريده إسرائيل بالضبط، فإذا وافقتم على بناء دولة فلسطينية، سوف نبنى نحن متحفا لآثاركم عندنا. وهذا رجوع خطر للخلف، لأنه يعطى شرعية لا يستحقها هذا الكيان، والذى يروج من أسسوه بأنهم الممثل الشرعى والوحيد لليهود فى العالم، فى حين أنها دولة يعيش بها بعض اليهود، وليس كل اليهود فى العالم.
وهناك كما كتبت مرارا يهود يرفضون إسرائيل ككيان، سواء على أساس أنها دولة استيطانية عنصرية، أو لأن وجودها مخالف لتعاليم التوراة. فضلا عن أن الأسطورة التى تروجها إسرائيل بالنقاء العنصرى لليهود لا يجب أن نسير وراءها كالعميان، فهى غير صحيحة ومخالفة للعلم وللتاريخ، ومن ثم فالكلام حول أن يهود إسرائيل هم أحفاد اليهود الذين كانوا يعيشون فى مصر خرافة سياسية خرقاء.
الخلاصة أن الآثار اليهودية فى مصر مصرية، وإذا كان من مصلحتنا بناء متحف لها، فلنفعل، وإذا كانت قليلة الكم والكيف، فلا داعى.
لقد حان الوقت للخروج نهائيا من الابتزاز الصهيونى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة