بينما كان أحمد المغربى وزير الإسكان يتحدث عن ضرورة تغيير الثقافة الخاطئة لدى الشعب المصرى فى استهلاك المياه، كان المواطن حازم ناجح يلفظ أنفاسه فى سوهاج بسبب تعرضه لشربة ماء ملوثة من "قلة" على شباك منزل!
المواطن الضحية عامل باليومية يبحث عن رزقه يوماً بيوم، وبحكم ثقافته الغذائية والمائية، يتغدى على رغيفين وبصلة وقرص طعمية ويشرب من أى سبيل أو "قلة" أو "زير" أمام بيت أو محل قريب من مكان عمله، ويا سلام لو أكرمه الحظ بكوب من الشاى بعد غدائه الفقير.
أنا أصدقك يا سيادة وزير الإسكان فى ضرورة تغيير ثقافتنا الخاصة باستهلاك المياه ، لأننا مجبرين على ذلك بعد أن أدخلتنا وزملاؤك من أعضاء الحكومة الموقرة فى حيز الفقر المائى. لكن هل القضية تتعلق فقط بتغيير عاداتنا المائية ، نحن المواطنين ، فى استهلاك المياه؟ أم أن الأمر أكبر من ذلك ويتعلق أساساً بحزمة من السياسات والممارسات الخاطئة التى تطبقها الحكومة فى إدارة ملف المياه والنيل داخلياً وخارجياً؟
ثانياً: ما مسئولية الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى عن وصول التلوث القاتل إلى "قلة" منزل كانت فى السابق تروى العطشان مياه زلالاً لا أجمل ولا أحلى؟
يا سيادة وزير الإسكان الهمام، ما أخبار التقصير الكبير فى المشروعات الخاصة بإدارة المياه المهدرة؟ وهل وصلك العرض الإسرائيلى الخاص بشراء مياه الصرف الصحى المصرية لإعادة تدويرها واستخدامها فى الزراعة؟ وهل يتم التنسيق داخل الحكومة بين وزارتك ووزارات الرى والموارد المائية والزراعة والبيئة والصحة والداخلية لوقف عمليات التلويث الإجرامية لنهر النيل؟
هل تقوم بالإشراف والمراقبة الجادة لاستخدامات مبانى وزارتك للمياه وهل هناك مراقبة جادة لنسبة إهدار المياه فى المنشآت الحكومية؟ لو أردت سيادتك أحلتك إلى دراسة أجرتها الجامعة الأمريكية تثبت أن أعلى معدل إهدار للمياه فى مصر يتم داخل المبانى الحكومية ، وأن معدل الاستهلاك فى العطلات الرسمية هو نفسه أثناء أيام العمل ، مما يعنى أن حنفيات الحكومة مفتوحة 24 ساعة
هل هناك خطط ومشروعات لاستغلال كل قطره من مياه النيل ومياهنا الجوفية ومياه الصرف الصحى وفق التكنولوجيا الحديثة، بدلاً من الصرف فى النيل أو السماح بالزراعات العشوائية فى الصحراء وما يصاحبها من استهلاك جائر للمياه الجوفية ؟
يا سيادة الوزير الهمام لماذا تحولت السيول عندنا، وهى جالبة الخير، إلى نقمة ونكبة بينما استغلت إسرائيل ما وصلها منها أفضل استغلال ممكن؟
ماذا عن فوضى شركات تعبئة المياه عندنا والتى حلت تدريجياً رغم عدم مطابقة بعض عبواتها للمواصفات، محل شربة المياه النظيفة الأمنة فى حنفيات منازلنا؟
يا سيادة الوزير الهمام ،تغيير الثقافة العامة لاستهلاك المياه أمر ضرورى لكنه لا يكفى مع السياسات الخاطئة أو الفكر القديم ، نعم لا يصح رى الحدائق بالمياه العذبة أو غسيل السيارات أو رش الشوارع بالمياه النظيفة ، لكن ذلك يسبقه بالضرورة تغيير جذرى فى سياستنا المائية لتحقيق أقصى استفادة ممكنة ـ من ثروتنا الهائلة بدلاً من ترديد النغمة السائدة لدى الموظفين الكبار من أمثال سيادتك" المصريون شعب سئ وهم سبب المشاكل التى تعانى منها البلد" وإلا فليبحث الموظفون الكبار عن مناصب وزارية فى الخارج.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة