يسرى الفخرانى

شذى.. قصة قصتان ثلاث !

الجمعة، 26 مارس 2010 02:03 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شذى طفلة صغيرة ليس لها فى الحياة سوى ثلاث سنوات، جميلة كما كل الملائكة فى هذا العمر، فى آخر يوم من العام الماضى سقطت من فوق السلم، فقدت من يومها قدرتها على الحياة بغيبوبة طويلة، باع الأب شقته التى يملكها فى عمارات الشباب فى مدينة أكتوبر وقرر أن يخوض معركته الطويلة والأخيرة مع الحياة، بإنقاذ حياة ابنته الوحيدة، دق على كل باب، ذهب إلى كل طبيب، صارع كل يأس، صرف كل قرش فى جيبه، ساعده أصدقاؤه بجنيهات قليلة، وفى نهاية كل شىء كان لابد أن يقف عند المحطة التى تشبه ضعفه وعجزه. شذى تبحث عن جراحة نادرة ومكلفة فى الخارج، لتستعيد بعض ما فقد منها على أمل أن يتم الله بقوته كل شفائها بعد ذلك، تبقى الخطوة الأولى أن تسافر، لكن من أين يأتى السفر من أب لم يعد يملك إلا ضعفا وخوفا ويأسا!

كل أسبوع أجد نفسى أمام قصة تشبه شذى، قصة على الأقل، وأحيانا قصتان وثلاث، وأحاول أن أجد حلولا ولو بسيطة، بعض القصص تجد بفضل الله نهاية سعيدة، أشكر عليها الأيدى الخفية التى ساعدت سرا، الحمد لله أننا على الرغم من كل التغيرات الكبيرة التى حدثت فى المجتمع لم نفقد مشاعرنا وإنسانيتنا وقوتنا فى الخير، وهو أمر عظيم يجب أن نفتخر به، وسر عظمته أن كل إنسان مهما كان فقيرا لايتوقف عن فعل الخير لأقرب الناس إليه.
ومهما امتلأت صفحات الحوادث من أخبار مفزعة يبقى الخير أغلبية مطلقة، يبقى إنقاذ إنسان من محنة ولو لا نعرفه هو الأصل، هذا وطن ما زال يملك قلبا، يقتسم الجار نصف رغيفه مع جاره إذا احتاج.

المواطن المصرى مهما قسا الزمن أو ذاق مرارته، مهما غضب وثار، مهما اكتئب أو كان على حافة الانتحار، هو الذى تحيا به مصر.. أو تموت!
هذا بلد الشجاعة فيه موجودة والحب موجود والخير موجود والأمل موجود والشهامة موجودة.. وأرجو أن يمتنع المخربون عن هدم حائط الأمان الأخير، أرجو أن نفخر بكل القلوب البيضاء التى تحمى هذا البلد دون أن نعرفهم، أرجو ألا ننشر ثقافة أن الدنيا ليست بخير والناس ليست بخير، الناس هم الخير كله مهما رأينا فى الشوارع من سيرك، ومهما فقدنا ابتسامتنا فى الطريق.

بخير، نحن بخير، وهذا البلد مهما حدث سوف يظل بخير بكل الوجوه الطيبة التى لاتقبل إلا الخير . لا أخاف على بلدى وأولادها فيها، لايهمنى من يحكم.. يهمنى من يحلم، لايهمنى أخبار صعود البورصة وهبوطها وأسعار النفط وأنباء التغيير.. يهمنى المواطن الذى يحمى جاره فى أدق لحظات الخطر، ويبكى مع زميله فى حالات الاحتياج!
شذى سوف تسافر إن شاء الله قريبا، وسوف تعود مع ابتسامتها المفقودة وعقلها الغائب.. سوف تعود.. سوف تعود.. لأن مصر بكل خير!
شذى.. سلامتك.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة