بالرغم من اتفاق علماء الدين على تحريم شرب البوظة لأنها تحوى مواد مسكرة تساعد على إعطاب العقل، إلا أنها تظل المشروب المفضل لعامة الشعب الذين لا يجدون مشروبا رخيصا يرطب على قلوبهم من الحر الشديد وفى نفس الوقت لا يفكرون أنه يسبب السكر إذ لا يوجد أكثر من ارتفاع الأسعار وانتشار البطالة لتكون قادرة على سكر مثل هذه الفئات.
ومع إصرار البعض على الاستمرار فى شربها وتفضيلها حتى عن المشروب المصرى التقليدى "عصير القصب" آثرنا فتح هذا الموضوع للتحقيق فيه، فهل هذا الإصرار ينم عن جهل بعض الفئات بهذه الفتوى أم لعدم اقتناعهم بها وهو الأمر الذى تحاول السطور القادمة الإجابة عليه.
يقول أحمد موسى بائع بوظة فى أحد المحال بشارع شبرا "البوظة دى شغلتى من أيام جدى، والناس كلها بتشربها كبير وصغير وأنا عمرى ما سمعت عن الفتوى اللى بتقول إن شربها حرام عشان بتسكر، بتسكر إزاى يعنى لو هى بتسكر كانت الأهالى سابت عيالها اللى طالعين من المدارس يشربوها".
وأضاف موسى "وبعدين المشروب دا رخيص وبيناسب كل الناس إنها تشربه فضلا عن أن تجهيزه سهل برضه وأنا ما أعرفشى اشتغل شغلانة تانية غير دى ولا آخد مكان تانى غير دا وبعدين كله بالضمير وبالعقل يعنى أنا ما أعرفشى إن البوظة بتسكر ولا حتى وأنا بصنعها بحط فيها مواد بتسكر فأنا مش عارف العلماء أفتوا كدا إزاى، وحتى لو افترضنا إنها بتسكر، أنا مش شايف كدا، وبعدين خللى الناس يتشطروا بقى على محلات الخمور اللى ماليا البلد هى وأصحابها ".
فيما أشار، خالد محمد "عامل محارة" ويواظب على شرب البوظة باستمرار عندما ينتهى يومه العملى، إلى أن شرب البوظة بالنسبة له عادة قديمة منذ أن كان طفلا بالمدرسة ولا يشعر بالسكر أو غيره، ربما لاعتياده عليها ولكنه أضاف " أتذكر جيدا المرة الأولى التى شربت فيها بوظة وبعدها شعرت باشياء غريبة وأخذت فى المرح والتهريج مع أصحابى وكأنى شارب سيجارة "مش نضيفة" بس لما أخدت عليها خلاص ولا كأنها بتعمل حاجة بس لذيذة.
ويعلق الدكتور مصطفى الشرقاوى أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس على ذلك قائلا " الشعب المصرى خاصة الفئات الفقيرة منه والتى اعتادت على شرب البوظة لا يوجد لديها طاقة احتمالية لتمنعها من فعل شئ فما بالنا لو تم تحريم شيئا ما، شرعاً فى ظل اتصاف الشعب المصرى بالتدين، ولذا كان من الطبيعى ألا ينجرف هؤلاء الغلابة وراء مثل هذه الفتاوى التى ربما لم يسمعوا عنها بالفعل".
كما أكد الشرقاوى أن اقتناع المصريين بعدم فعالية أو جدوى البوظة فى انها تذهب العقل والدين، يجعلهم يتمسكون بها أكثر فضلا عن انه مشروب شعبى متوارث عائليا ومقبول اجتماعيا ولم يعترض عليه أو يحرمه أى شخص أو هيئة سوى الهيئة الدينية التى تضاعفت مصداقيتها لدى الناس مؤخرا بالإضافة إلى أنها لم تقم بالدعاية التى كان يتوجب عليها أن تقوم بها لمثل هذه الفتوى القديمة.
عدد كبير من المصريين يحب شرب البوظة
كتبت نهى محمود
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة