لا نعرف والله سببا لكل هذا القلق الذى يعترى الناس، والخوف من ارتفاع الأسعار، وتدهور الأحوال لشعب يمتلك أكبر موازنة فى التاريخ الحديث. وهذا الخوف وتلك الهواجس والفئران التى تلعب فى الصدور؟. والتشكيك فى حكومتنا الإلكترونية، التى تبذل قصارى جهدها لإسعاد المواطن، بكل ما أوتيت من قوة الكلور والزهرة.
ماذا يريد الناس بعد موازنة لا تخر المياه، ولا تختلط فيها المياه بالصرف. ايرادات 280.504 مليار جنيه، وأجور 95.609 مليار جنيه، ودعم ومنح ومزايا اجتماعية 115.811 مليار جنيه. ومن له هذه الموازنة، كيف يشكو من الظمأ، أو المرض أو الجهل أو الفقر أو وصول كيلو اللحمة إلى 100 جنيه؟ أحسن لك يا مواطن أن تشعر بالانبساط مع حكومة، لا تألو جهدا فى إحراق أعصابها ونفسها من أجل مواطن لا يشكر ولا يذكر ويربى العشوائيات.
علينا ونحن فى مفتتح الموازنة، وموسم الواقع الخيالى أن نغير مشاعرنا تجاه حكومة الدكتور نظيف التى لم نر مثلها منذ عقود. حكومة لاتكل من العمل طوال 24 ساعة، وخدمة ليلية، وتبذل الغالى والنفيس، والبعد الاجتماعى مقاس 14 بوصة. وبعد ذلك يأتى المزايدون ليعكننوا عليها ويفسدوا فرحتها بنفسها، وموازنتها الأفضل والأجمل فى تاريخ الموازنات العامة منذ عهد مينا موحد القطرين، وعبيد موحد القطاعين. انظروا أيها السادة إلى الموازنة واتعظوا. وكما يقول الحزب وحكومته، فإن الأرقام تتحدث ولا تحتاج إلى مترجم.. والذين لا يريدون سعادة الآخرين ذنبهم على جنوبهم.
الموازنة الجديدة كما يقول الحزب وحكومته «تمثل طفرة هائلة فى حياة المواطن المصرى بكل المقاييس 43 برباط أو 42 بنص». لأنها موازنة تعتمد على أرقام حقيقية وواقع ملموس، ويمكن للمواطن أن يلمسها ويشمها. وعلى الناس فى مصر أن يسارعوا باقتناء نسخة من موازنة الحكومة، ويقرؤوها بصدق وضمير حى، ليواجهوا ارتفاع الأسعار وحتى لو وصل سعر كيلو اللحمة إلى 200 جنيه، يكفى أن يقرؤوا الموازنة لتنخفض الأسعار. ويكفوا عن الشكوى والإزعاج.
الموازنة أيها السادة من لحم ودم، وسميط وجبنة. سهر على إعدادها كبار مؤلفى الموازنات العامة. وجعلوها تركز على أساسيات وأولويات مثل التعليم. والصحة، و«الدعم» المباشر وغير المباشر، تأكيداً للبعد الاجتماعى، والمربعات الدائرية لمثلثات المستطيلات.
وإذا تأملنا الموازنة، نكتشف أن فريق حكومة الحزب بلباسه الأحمر، وفريق حزب الحكومة بلباسه الأبيض. والمواطن بدون أى لباس تأكيدا للبعد الاجتماعى. الذى يوفر سبل حياة سهلة خالية من المشاكل للمواطن. وإذا كان بعض المزايدين ينكرون أن الحياة لينة، والدنيا طرية. فالموازنة تضع الضوابط والكوابح، مع دعم الرقابة وتطوير الصناعة. وتوطين التكنولوجيا.
ومن هنا وهناك.. يمكن القول إن المواطن المصرى فى ظل الميزانية الجديدة. يستطيع أن يحلق ذقنه، ويعيش آمناً على حاضره وغده ودمه ودموعه وابتسامته، مطمئنا إلى أن وراء كل شعب عظيم حكومة تدعمه وتسهر على راحته. وحزب يرعى شؤونه بالتشريع والحماية المزدوجة ضد البلل. وعلينا أن نشعر بالفخر ونحن نقرأ الموازنة، وعلى وزارة التعليم أن تقرر تدريسها فى المدارس والتليفزيون والمترو، حتى يطمئن الشعب أن لديه أقوى موازنة فى التاريخ. ويقول للمشككين والزعلانين، موتوا بغيظكم، فالحزب الوطنى يحمى ويعتنى.
أيها الشعب افرح، واشعر بالسعادة، واشكر حكومة تسهر على راحتك ودعمك. ولحمتك وخبزك وبوتاجازك وضرائبك.