يكتب الدكتور محمد عبدالمطلب عمودا أسبوعيا فى جريدة أخبار الأدب اسمه «صيد اللؤلؤ»، يقنص من خلاله موضوعات قيمة فى اللغة العربية بسهولة وروح ودودة، وللناقد الكبير منزلة كبيرة كناقد، لأنه مخلص ودؤوب ومنحاز للكتابة الجديدة الغزيرة التى تشهدها مصر حاليا وتتجاهلها الحكومة والمعارضة، ولم ينتظر الرجل مكافأة نهاية الخدمة من الخليجيين والليبيين والمغاربة وفاروق حسنى مثل النقاد الكبار »بتوعنا«، منذ أسبوعين بدأ فى الكتابة عن السخرية، تعجبت من اختياره للموضوع، لأنها لا تحتاج إلى تعريف رصين كالذى «افتكسه»، دخل إلى الموضوع كالتالى:«فهى من حيث المفهوم اللغوى هى «الازدراء والاحتقار»، ومن حيث المصطلح: «هى التعبير الذى لا يقصد لفظه وإنما يقصد مفهومه» أو هى «التعبير الذى يقصد به عكس مفهومه»، وهذا التعبير لا يقصد به التعبير اللفظى فقط، بل يشمل كل وسائل التعبير، وحدد للسخرية ثلاثة أطراف، معروفة بالطبع لدى كتاب وقراء الصفحات الساخرة الذين تكاثروا بعد ندرة النكتة الحريفة فى الأسواق، ولم أفطن إلى تحليله هذا إلا وأنا أطالع صحف السبت الماضى، وهو يوم الأمطار الغزيرة «وتعرض كفاءة الدولة لاختبار جديد» فى الصحف المستقلة، وكان عنوان المصرى اليوم «يوم ممطر يسقط 30 عاما من البنية الأساسية» أجمل و«أحرف» وأبسط ما كتب، وهو العنوان الذى اعتبره محمد على إبراهيم فى الجمهورية «تلسينا» عليه، و«عتب» على بعض زملائه فى الصحف الخاصة لأن بعضهم فرشاته مفعمة بالسواد يدهن بها البلد كله كل صباح، هو يفضل اللون الأسود لعلة فى نفسه، ربما يعتقد أنه جاذب للأنظار أو لأنه لون السيارات المرسيدس أو الستائر السوداء وقال «لقد عطلت الأمطار الغزيرة الإرسال التليفزيونى الفضائى فى كثير من المناطق، فلماذا لم تذكر الصحف هذا؟»، وهو بالطبع سؤال وجيه، يتسق مع عنوان «أخبار اليوم»، »الحكومة تسابق الزمن مشروعات صناعية مشتركة مع كرواتيا وصربيا»، ومع عنوان الأهرام «صندوق النقد الدولى: أداء الاقتصاد المصرى أفضل من المتوقع»، ومع عمود بالداخل اسمه «فى الموضوع» كتبه صاحبه عن واحد من الناس اسمه «جمال مبارك» كما وصفه أهالى قرية قصر رشوان بالفيوم وقضى فيها 7 ساعات كاملة متجولا بين أهلها ومستمعا لمشاكل أبنائها ومتحدثا عن همومها ببساطة وتلقائية، وقبل ختام المؤتمر تناول أمين السياسات طعام الغذاء المكون من سندويتشين وزجاجة مياه وسط أبناء القرية ممن حضروا اللقاء، فأطلق عليه أبناؤها «واحد من الناس»، لقد ذكر عبدالمطلب أعلام السخرية منذ عبدالعزيز البشرى حتى بلال فضل، ونسى رئيس السخرية الحالى جلال عامر الذى حكى فى اليوم نفسه أن «أبا العتاهية شارك فى كتابة الدستور المصرى عندما قال لهارون الرشيد عن منصب الخلافة( لم تكن تصلح إلا له.. ولم يك يصلح إلا لها.. ولو رامها أحد غيره.. لزلزلت الأرض زلزالها) فطلب الرشيد إثبات هذا التعديل فى الدستور وتعيين ابنه «الأمين» بعده الذى اختلف مع أخيه المأمون، لأن أحدهما كان ضد تعيين المرأة قاضية، بينما كان الثانى يفضل عودة الضرب إلى المدارس بدلا من الوجبة».
الصفقة التى أبرمها الوليد بن طلال مؤخرا مع الملياردير اليهودى (المساند لإسرائيل بغباء) لم يلتفت إليها سوى فاروق جويدة فى الأهرام قبل عشرة أيام وجريدة الفجر هذا الأسبوع، رغم خطورتها ومغزاها وتوقيتها، الوليد يمتلك 1500 فيلم مصرى، فى نهاية هذا العام سيحق لمردوخ التصرف فى 20 % منها، مما يجعل من حق إسرائيل إذاعتها، وقد نحرم من الفرجة عليها.