قال أهل المدينة مبتهجين بالمقدم الشريف لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، سيد الأولين والآخرين، سيدنا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب «طلع البدر علينا...» فهل طلع البدر عندك أيها المسلم وسطع فى سماء عقلك وفى أغوار قلبك وفى فلك حياتك فأنشدت قائلاً: «طلع البدر علىّ من علياء ربه حيث المكنون من الأنوار والأسرار» فأنواره قد غيرت وبدلت وطهرت الحياة كلها فاخضرت صحراء الوجد وأمطرت السماء دون سحب وغرد النسيم وساد العدل فى مملكة ذاتى وانجلت البصيرة فرأى العبد ربه بعين قلبه وسجد العبد سجود العارفين وأشرقت أرض الجسد بنور ربها.
رسول الله.. الحياة كلها ليس لها مذاق أو معنى بدون كلماتك الحكيمة وأنوارك الرحيمة، فمنذ طفولتك كنت نهر خير فجدك عبدالمطلب وضعك على كتفه واستسقى بك عندما نزل القحط بأهله فهطل المطر وسعد الأهل بما جاد الله به عليهم. والسيدة الحليمة السعدية أخذته يتيماً ولكنه كان جوهراً يتيما ليس له نظير فى الكون كله.
وشق الله العظيم صدره ليزداد جماله جمالاً وحلمه حلماً وحسنه حسناً ويعرف الانس والملائكة والجن قدره، فقد بشرت بمقدمك كل الرسالات السابقة، بالرغم من تأويل المغرضين أصحاب الهوى والمصالح الدنيوية، معلنة أنك الرسول الخاتم «حبيب الرحمن» ورحمة العالمين ولم يظهر بعد المسيح نبى ما صدقت عليه الصفات المواردة فى الكتب السابقة المنزلة سوى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، إنه صلى الله عليه وسلم الامل والرحمة والخلاص. إنه رسول رب العالمين.
كنت يا سيد البشر الحكم الحكيم عندما احتارت مكة فى من يضع الحجر الاسود فى موضعه فقمت أنت بنور النبوة وبعبقرية القائد بحل المشكلة ورضى الجميع بالحل وأنقذت قريش من حرب لا تنتهى وصراع مستمر.
ثم جاء أمر «اقرأ» فقرأت ما أرسلت له وعرفت ما عليك ان تبلغه للبشر اجمعين ولأهلك ولعشيرتك وقلت لهم إن الله هو رب السموات والأرض إنه الاله المطلق الذى ليس مثله شىء، والاصنام بكل أنواعها المادية والبشرية لا تنفع بل تضر لأنها تظلم القلوب والوجوه وتدمر الباطن والظاهر.
مهما قيل يارسول الله عنك فهو لا يوفيك حقك. لأنك فقت البشر والملائكة فى سموك ونبل أفعالك وأقوالك فقد حررت العبيد والمرأة من سيطرة الجاهلية الغاشمة عليهم ورفعت شأن العباد بجعلك التقوى قياس الرفعة وليس المال أو السلطان أو القبيلة. وشيدت دولة العدل والنور فى مدينة النور حيث أنت الآن، سيدى يارسول الله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة