أكرم القصاص

واللى ما يشترى "يتخصخص"

الإثنين، 12 أبريل 2010 12:31 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحمد لله لم يعد المواطن المصرى ما يفعله سوى الفرجة على مايجرى فى التلفزيون والفضائيات، و مجلس الشعب، و رصيف مجلس الوزراء. يستمتع ويتسلى ويتفرج على أفضل مسرحيات الموسم. ويمضى وقته بسهرات رائعة وملاسنات عميقة تمنحه الشعور بالطمأنينة، والرغبة فى الخصخصة.

نقصد الفرجة على أحد فصول الخصخصة، التى كنا نتصور أنها سوف تنتهى مثل الأفلام العربي، نهاية سعيدة، يتزوج فيها البطل الذى هو الحزب الوطني، من البطلة التى هى الشركات، لكنها انتهت نهاية مختلفة، البطل فيها سرق البطلة، وهرب للخارج.

وبعد عشرين عاما وزيادة على بدء برنامج الخصخصة، وقصائد الغزل العفيف "والغزل والنسيج" فى أهمية الانتقال من الاقتصاد الموجه إلى الاقتصاد الحر، وحلاوة الخروج من الانغلاق إلى الانفتاح، ومن الظلام إلى النور. تم بيع الشركات وتصفيتها بالخسارة، وانتقلنا من إلى رحمة الله.

مرت السنون والأيام و اكتشف العمال والمواطنون أن العملية لم تكن فى النملية، وان عمليات البيع شابها الفساد والارتشاء والسمسرة. ومازالت الحكومة ومجلس الشعب الحالى يشاهدون نتائج الخصخصة على وجوه العمال وأرصفة المجلس التشريعى والتنفيذى ، ويبدو أنهم يستمتعون بمشاهدة الاحتجاجات والمظاهرات التى تؤكد نجاح العملية ووفاة المريض.

والأيادى البيضاء لحكومات الحزب الوطنى على العمال و أهاليهم بفضل برنامج الخصخصة المكون من خمستاشر برنامج تقدم الفقر بطرق مختلفة، ونادرة ، ونجاح منقطع الجماهير مما أدى إلى نشر السعادة فى ارجاء البلاد وتوزيع المتعة والرواج على العباد.

صحيح أن العمال أصبحوا على الحديدة ، والشركات على ما تحت الحديدة، أما الحديد والأسمنت فهو من نصيب الخطة والموازنة و كبار المحتكرين.

وعلينا أن نتوجه بالشكر العميق إلى كل من ساهم ومازال يساهم فى برنامج الخصخصة ،وننتظر حلقات جديدة من المسلسل الرائع الذى فاق كل الحدود. الآلاف من العمال على الرصيف .. بلامعاش مبكر أو متأخر. ولا عمل.. الشركات تحولت إلى خرائب ومازلنا نتفرج.

والمثير للهرش أن نوابا من الحزب الوطنى انتابتهم شجاعة متأخرة عشرين عاما وصرخوا" أنها عملية سرقة وقالوا إن هناك حرامية سرقوا " القطاع العام يا محمد". رأينا الدكتور زكريا عزمى وهو يصرخ "حرامية" ويطالب بمحاسبة المسئولين الذين تربحوا واغتنوا.

لا نعرف أين كان الحزب ونوابه وحكومته تمارس " العملية"،و هل نام السادة النواب طوال عشرين عاما مثل أهل الكهف ثم استيقظوا ليكتشفوا أن الشركات تمت سرقتها وتفكيكها.

وهل اكتشف الحزب متاخرا أن الخصخصة شابتها عمليات فساد واسعة، شملت بيع الأصول والحصول على سمسرة بالملايين؟. وإذا كان الحزب الوطنى اكتشف هذا، فلا شك انه يعرف الذين باعوا والذين ارتشوا وسمسروا، ، ضمن لعبة يقوم فيها المخصخص بدور السمسار، والمستثمر يشترى بأموال البنوك ويبيعها ليربح . ونتخلص من الشركات، والعمال ولا نكسب شيئا وهى النظرية الجديدة التى تتلخص فى الفرجة دون شراء والخصخصة بدون أرباح. واللى مايشترى "يتخصخص".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة