أكرم القصاص

دهشة الدكتور سرور واندهاش الدكتور نظيف

الجمعة، 02 أبريل 2010 11:45 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أبدى الدكتور فتحى سرور، رئيس مجلس الشعب دهشته عندما علم أن هناك شبابا يتم تشغيلهم فى الحكومة بـ100 جنيه فى الشهر. وربما يندهش الدكتور سرور لو علم أن عدد العاطلين فى مصر يتجاوز الملايين الأربعة. المدهش هنا هو دهشة رئيس البرلمان لأنه لو سأل نواب المجلس الموقر سوف يعرف أن هناك عشرات الآلاف من الشباب يتم استغلالهم وتعلن الحكومة أنها تنفذ برنامج الرئيس بحذافيره وتوفر لهم فرص عمل، والحقيقة أنها تضيف إلى العاطلين عاطلين مزدوجين تخدع بهم البرنامج والتلفزيون.

الدهشة تأتى من اندهاش رئيس مجلس الشعب أو رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف، وإنكار وجود مثل هؤلاء العطالين. وهناك عشرات االآلاف من الشباب يحصلون على أقل من هذا المبلغ يعملون بعقود فى وزارات الزراعة فيما يسمى عقود التشجير، وفى المحافظات، وهى وظائف تقدمها الحكومة بزعم أنها وظائف بينما هى بطالة واضحة.

رئيس مجلس الشعب عندما سمع بوجود مواطن يحصل على 100 جنيه وهو حاصل على مؤهل عالٍ أبدى دهشته، وانتقد الحكومة معتبرا هذا الأمر إهانة للشباب وللتعليم، وكان عليه ألا يكتفى بالدهشة وأن يطلب محاسبة حكومة الحزب الوطنى على هذه الفضيحة لكنه اكتفى بإبداء الدهشة ومصمصة الشفايف، مثل السياح الأجانب أمام الأهرامات. وقد يصاب الدكتور سرور بدهشة أخرى لو سمع أن هناك عشرات الآلاف من الشباب الحاصل على مؤهلات عليا يحاول الهجرة بطرق غير شرعية ويغرق فى البحر الأبيض المتوسط فى حوادث تتكرر بشكل شبه يومى دون أن تلفت نظر الدكتور سرور أو الحكومة التى تزعم أنها تواجه البطالة بينما هى فى الواقع تتجاهل أربع ملايين عاطل وتكاد لاتراهم الحكومة بالعين المجردة ولا يعلم عنهم رئيس مجلس الشعب شيئا.

وإذا سألت الحكومة سوف ترد عليك بأرقام تؤكد فيها، وتقسم برأس جدها بيروقراط الإلكترونى أنها وفرت فرص عمل بالملايين، وأن نسبة النمو مرتفعة.. و الأرقام الحكومية عن فرص العمل أرقام مضروبة لا علاقة لها بالواقع.

ربما لو سمع الدكتور سرور، رئيس مجلس الشعب بما يجرى لأصابته دهشة أخرى، لأنه حديث عهد بالمظاهرات خارج أسوار المجلس، وفى الغالب فإن ستائر سيارته تحجب عنه رؤية الكائن المسمى مواطن والذى لم تصله نسبة النمو الإلكترونية.

ولو قلنا للحكومة، إن العاطلين ومن هم تحت مستوى الفقر بالملايين سيخرج لنا الدكتور عثمان، وزير التنمية الرقمية، ليقدم لنا رسوما بيانية وإحصاءات شبه حسابية، تثبت لنا أن العاطلين بالعشرات فقط وأن الوظائف لا تجد من يتوظفها.

الإهانة ليست فى أن الحكومة توظف الشباب بمائة جنيه، بل الإهانة أن ينكرها رئيس الحكومة، ويندهش منها رئيس البرلمان. فإن كان الدكتور نظيف يدرى فتلك مصيبة، وإن لم يكن يدرى فمصائب. أما الدكتور أحمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب فإنه أيضا عضو بالمجلس عن دائرة السيدة زينب التى يعيش فيها أنواع من المواطنين الذين يسمع عنهم ناس تحت خط الحياة لو فكر أن يراهم سوف تزداد دهشته بشكل أكثر إدهاشا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة