لا أعرف لماذا يتظاهر بعض المسيحيين فى كاتدرائية العباسية احتجاجا على أمر لا علاقة له بالكنيسة؟
سبب الاحتجاج الذى سيكون بعد غد الأربعاء زيارة أحمد عز أمين التنظيم بالحزب الوطنى إلى النائب عبد الرحيم الغول فى قنا، والذى يعتبر بعض المسيحيين أن له يد فى مذبحة نجع حمادي، رغم أن النيابة والقضاء – حتى الآن- لم يوجهها له أى اتهام.
هذه النوعية من الاحتجاجات خطيرة وتؤذى البلد وتؤذى المسيحيين للأسباب التالية:
1- الاحتجاجات داخل جدران الكنائس تمنحها طابعا دينيا، رغم أن المطالب دائما مدنية، تتعلق بالدفاع عن حقوق مواطنة متساوية.
2- أنها تزيد عزلة المسيحيين، وتجعلهم قوى غير مؤثرة على صناعة القرار، فالاحتجاج داخل الكاتدرائية لن يسمح لهم بأكثر من مكالمة من قداسة البابا أو بعض رجاله للمعنيين بالأمر، وقد يستجيبوا أو لا يستجيبوا.
3- تحرم باقى المصريين من المشاركة إذا كانوا يرون أن هذه المطالب عادلة، ومن ثم يخسر المسيحيين قاعدة يمكن أن تكون مؤثرة وضاغطة على صُناع القرار.
4- إنهم بذلك ينقلون رجال الدين من خانة أن مهمتهم الوحيدة هى الروحانيات، إلى خانة السياسة، وهذا ليس دورهم، فالبابا مع كامل الاحترام له ليس رئيس دولة المسيحيين فى مصر، ولا يجب أن يكون، فهذا خطر على المسيحيين قبل غيرهم.
5- منح الاحتجاجات طابعا دينيا يعطى مشروعية للقوى الدينية الأخرى، التى تريد تحويل مصر إلى دولة دينية يحكمها مجموعة شيوخ، وبالتالى فالاحتجاجات داخل الكنائس أو منح رجل الكنيسة أدوارا ليست لهم تصب فى ذات الاتجاه، وبدون شك سنخسر جميعا.
6- دعتى أقول ما هو ابعد من ذلك، وهو أن الكنيسة تحولت إلى حائط مبكى، بل وتحولت جلسات المسيحيين إلى بكاء على ما وصلنا، وعجز عن التفاعل الخلاق مع المشاكل.
7- لا حل للمسيحيين، وللمسلمين، سوى ما قاله الأستاذ الناشط السياسى المعروف فريد زهران فى ندوة بمركز الشرق الأوسط منذ عدة أيام، وهى أن يخرجوا من قوقعتهم، ويحتجون فى الشوارع، يلتحقون بالعمل العام، بالأحزاب، بالعمل الأهلي، يمارسون الاحتجاج السلمى.
بدون ذلك لا أمل لهم، ولنا فى وطن عادل وديمقراطى.
موضوعات متعلقة..
مظاهرة قبطية الأربعاء احتجاجا على زيارة عز للغول
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة