لا يوجد تفسير منطقى لاستقبال البابا شنودة للمحامين عن ضحايا حادث نجع حمادى سوى أنه يضفى عليها طابعاً طائفياً بمباركة الكنيسة، كما أنها تثير الفضول فى القول بأنها تدخل فى شؤون القضاء، ولا أعرف كيف قبل نقيب المحامين السابق سامح عاشور الذى كان على رأس المحامين الذين استقبلهم البابا، أن يغيب عنه هذا الجانب، وهو المعروف بمواقفه القومية الجامعة التى لا تفرق بين مسلم ومسيحى، أى أنه أبعد ما يكون عن الطائفية.
منذ أن تفجر الحادث وراح ضحيته ستة مسيحيين وجندى مسلم، تبارت الاجتهادات فى الحديث عنه، وتوزعت بين اعتباره طائفيا، وبين كونه حادثاً جنائياً، وفى الحادث كان هناك اسم يتردد منذ البداية هو الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادى، وكونه رمزاً دينياً مسيحياً بالإضافة إلى عدد القتلى المسيحيين، رفع من وجاهة القول بأننا أمام حادث طائفى، رغم نفى دوائر عديدة فى مقدمتها الأجهزة الرسمية لهذا الاعتقاد، وأيا كانت طبيعة الحادث، فإن المجرى الطبيعى للتحقيق بشأنه يأتى من الأجهزة الرسمية التى تخدم المصريين على حد سواء.
خطوة البابا تضع الكنيسة المصرية فى موضع الشبهة، بأنها تكرس أبوتها للمسيحيين فى الدين والسياسة وكل شىء، وأنها المعنية بتسيير أمورهم وتلبية احتياجاتهم، أى تقوم مقام الدولة فى شتى الميادين، وفى هذا خطر كبير لأن المقابل لها هو أن يقوم المسجد بنفس الخطوة، وتكون الحصيلة فى النهاية دولة طائفية بامتياز.
خطوة البابا، من شأنها أن تغرى قطاعات من المسلمين إلى القول بأنه على شيخ الأزهر أن يتدخل هو الآخر فى مثل هذه القضايا، ويرعى مثلاً المسلمين الذين يدخلون فى أى نزاع مع المسيحيين.
هناك من يتهم البابا والذى نحترمه كثيراً، بأنه لا يتعامل مع موقعه بوصفه موقعاً دينياً، وإنما يجمع معه طموح الزعامة السياسية، ونجح فى تطبيق هذا الطموح على المسيحيين، وبالرغم من أن المدافعين عنه يردون بأنه اضطر إلى الدخول فى تفاصيل الحياة اليومية للأقباط، أمام التطرف الدينى الإسلامى الذى انتشر فى مصر، وجعل من المسيحيين هدفاً، غير أن هذا القول مردود عليه بأن موجة التطرف، كانت تتوجه فى مخاطرها إلى المسلمين والمسيحيين على حد سواء.
من الخلفية السابقة نقول إن هيئة الدفاع عن المتهمين فى القضية، لم تبالغ فى إدانتها لاجتماع البابا مع محامى الضحايا، وأطرح سؤالاً: ما موقف هؤلاء المحامين من الجندى المسلم الذى سقط فى هذه الموقعة؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة