خرج محامى المنصورة إلى شرفة منزله وهو يصرح قتلتها.. قتلتها، قاصداً شقيقته "منال" خريجة كلية التجارة التى تصغره بعامين، واستلم بعدها لقدرة . احتجازه فى قسم الشرطة ثم عرضة على النيابة لكنه لم يفتح فمة بكلمة واحدة يخبرنا لماذا قتل شقيقته طعناً بالسكين!
ومن المنصورة إلى حى العجوزة الراقى على نيل القاهرة، حيث طعن شريف الكهربائى أخاه عدة طعنات نافذة فى الصدر والبطن بغرض قتله طبعاً لكنه فى هذه الحالة السبب واضح ومعلن على لسان الأخ الجانى.. "أخويا طمع فى الشقة اللى وارثنها من أبونا، ولما طالبته بنصيبى رفض وقال إن أبونا باعها له وشتمنى فقررت الانتقام منه".
البوصلة تتحرك من شرق القاهرة إلى شمالها .. ابتسم أنت فى محيط عزبة النخل وعين شمس حيث الروح فى المناخير والمطواة فى الجيب الخلفى والموس فى سقف الحلق والاستعداد للمشاجرة قائم 24 ساعة .. الأخ تشاجر مع أخيه وضربه فما كان من إبن الأخ المضروب إلا أن كبرت فى دماغه ،إزاى عمى يضرب أبويا ، ثم عاد لينتقم .. طعنه واحدة فى الناحية اليسرى من بطن "العم الضارب" حيث الكبد المصاب غالباً بفيروس سى ، ولم تنجح جهود أطباء منشية البكرى فى إنقاذه.
إذا مددنا الخيط وصولاً إلى الإسكندرية واتجهنا جنوباً إلى الصعيد بحثاً عن مسار الأسلحة البيضاء داخل الأسر المصرية سنجد أعداداً مخيفة من الضحايا يسقطون على أيدى أقربائهم من الدرجة الأولى، الأمر الذى يدفعنا للتساؤل : ماذا حدث للأسرة المصرية، وكيف تسلل العنف بهذه الدرجة القاسية ليقطع صلة الأرحام بوحشية؟
إذا كنا نفزع من لجوء خلايا المتطرفين إلى أعمال العنف التى تروع الآمنين فى المجتمع ويعاقبها القانون بأشد العقوبات، بل ويسن لها مواد استثنائية قد تحجر على الحريات العامة للبعض من أجل حماية سلام وأمن الكل فإننا لابد وأن نفزع وبصورة أكبر من انتشار هذا العنف المتطرف داخل محيط الأسرة المصرية.
الأمر يحتاج إلى حوار مجتمعى حقيقى وفاعل لتفسير حالة التوحش التى حلت محل التراحم والتواد داخل العائلة المصرية، ولا نستطيع قبول المسكنات الخطرة بأن الجرائم داخل الأسرة حالات شاذة أو إنها محددة بأماكن وتجمعات سكانية لها ظروف اقتصادية
الجرائم الأسرية المفزعة وحوادث القتل المرعية انتشرت فى جميع الطبقات وبين جميع الفئات من الإسكندرية حتى أسوان، من يخسر فلوسه فى البورصة يقتل زوجته وأولاده خوفاً عليهم .. من يهتز نفسياً يقتل أمه وأباه رحمة بهما ،من يمر بضائقة مالية يقتل أسرته خوفا عليها ، من يشك مجرد شك فى سلوك شقيقته أو إبنته يقتلها .
ما هذا؟ ولماذا أصبح السكين هو الحل .. نحتاج أن نبحث عن الإجابة حتى نجد طريقة للإصلاح قبل أن يجد كل منا أحد أفراد أسرته ممسكاً بسكين يقطر منها الدم!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة