بصراحة كفاية كده.!
والمسألة بحاجة الآن إلى تدخل عاجل وحاسم لوقف هذه المهزلة الإعلامية فى الصحف الجزائرية التى تزيد من عمق الخلافات بين بلدين شقيقين مثل مصر والجزائر، وتصب المزيد من الزيت والزفت والقطران على النيران التى تأججت وكادت جذوتها أن تهدأ وتنطفئ.
ولا يخرج علينا مسؤول فى البلد الشقيق ويتذرع بأن لدى صحف بلاده حرية رأى ولها مطلق الحرية فى الخوض فى أية قضايا سواء داخلية أو خارجية حتى لو كانت تتعلق بخطوط حمراء فى العلاقات الخارجية مع الدول.
فنحن نعرف متى وأين وإلى أى مدى تسمح أنظمتنا العربية بترك هامش الحرية المكتوبة فى الصحف، فلا داعى أن نعيش وهما اسمه الحرية المطلقة فى الصحف حتى فى الدول صاحبة التجارب الصحفية القديمة، فماذا لو جاءت من دول مازالت صحافتها لم تشب عن سنوات المراهقة الصحفية وظروفها السياسية والاجتماعية لا تسمح بذلك.
لكن يبدو أن بعض الصحف الجزائرية المجهولة والمرتبطة فى الداخل بصراعات وأجنحة داخل السلطة مازالت مستمرة فى إشعال الحرائق واللعب فى المناطق شديدة الخطورة فى العلاقات العربية، فإذا كانت هذه الصحف المجهولة قد نجحت فى إحداث الوقيعة والشقاق بين شعبين شقيقين بسبب مباراة فى كرة القدم، فإن التطاول واتهام شخصيات عربية مصرية فى قامة وقيمة رجل مثل عمرو موسى بتهمة سخيفة هو أمر لا يمكن السكوت عليه، ويستدعى تدخلا فوريا لوقف هذه المهزلة الصحفية من العقلاء فى الجزائر الشقيقة وإلا فسوف يفسر السكوت بأنه موافقة ضمنية ومقصودة من أشقائنا فى الجزائر للتمادى العبثى والصبيانى فى إحداث الفتنة وإشعال الحرائق فى العلاقات مع مصر وشعبها.
والآن يأتى الدور إلى السياسة واتهام رمز سياسى عربى الهوى مصرى الهوية هو السيد عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية ووزير الخارجية الأسبق من صحيفة نكرة بالتجسس على المفاعل النووى الجزائرى لصالح الولايات المتحدة الأمريكية.
وهى تهمة تستحق قطع يد من لفقها وأذاعها فى أخبار مشمومة و«مسمومة» وباطلة لو تعاملنا معها بالعقل والمنطق، لكن فى مثل هذه الألعاب الصبيانية لا يجدى عقل ولا ينفع منطق للتعامل معها. فتاريخ الرجل المشرف فى السياسة المصرية ومدرسة الخارجية المصرية العريقة لايمكن أن يلوثه هواة اللعب بالنار من بعض غلمان السياسة والصحافة فى أى دولة كانت شقيقة أو صديقة.
لابد من وقفة حاسمة وحازمة وإلا فسوف تتعقد الأمور أكثر من ذلك.