قانون الطوارئ لا يهدد الحريات العامة، ولا الخاصة وما بينهما، وليست له أضرار صحية للمعتقلين ولا للهاجعين والناجعين والنائمين والمستيقظين. وهو موجود على أساس العاطفة، ومن أجل مكافحة الذين هناك. أما الذين هنا فليس هناك خطر عليهم من جراء الطوارئ، وعلينا أن نعرف على سبيل الاحتياط أن قانون الطوارئ الحالى ليس هو القانون القائم منذ 29 عاما، ويختلف عنه فى الطعم واللون والرائحة، ثم إن هذا القانون لم يستخدم فى مواجهة الأوضاع الموضوعة وإنما هو مخصص للأشياء الموضوعة على سبيل التسلية والصعود الديمقراطى فوق أصوات الناخبين. ولا شك ولا مناص فى أن قانون الطوارئ المصرى يختلف عن أى قانون طوارئ فى العالم فهو صديق للبيئة وللمعتقلين وللطيبين لكنه شرير على الإرهابيين والمهربين.
ومن المعروف أن الحكومة والبرلمان بأغلبيته الحزبوطنية، طالبوا بمد العمل بقانون الطوارئ لأنهم يفهمون الكفت ويعرفون الحقائق النائمة تحت الأشياء.
وعلينا أن نعلم أن قانون الطوارئ هو الذى حمانا من بركان أيسلندا وزلزال تسونامى وإعصار رأس البر، وقلل من إحساسنا بالأزمة المالية العالمية، ورفع نسبة النمو وخفض نسبة الكولسترول. وأكبر دليل على فوائد قانون الطوارئ أنه لم يستخدم ضد الفساد ولا ضد الإهمال، ووجدنا ارتفاع نسبة القمامة حسب الخطة الموضوعة، كما أن الفساد متواصل بمعدلاته العالية وبدرجة هائلة من الجودة، بما يؤكد لنا ويشرح لها عن حالاته أن الطوارئ لم تقيد حرية فاسد، ولم تمنع كوم زبالة، ولا أوقفت قطارا عن التصادم أو الانقلاب، ولم تستخدم ضد مرضى الكبد الوبائى أو الفشل الكلوى، بما يؤكد أنه تحمى الإيواقراطية والأغلبية والقمامة التى تمثل ثروة مصر وإنجاز حكومة الوطنى.
أما بخصوص الخروج على القانون والطلوع على الدستور وارتكاب بعض أفعال التعذيب والاعتقالات فكلها أشياء يمكن التغاضى عنها واعتبارها من أصول حقوق الإنسان العشوائى.
وعلينا أن نتأكد أن الدنيا حلوة مع الطوارئ وأن الناس لا يمكنها تبطيل القانون المؤبد مثل كبار المسئولين المحنطين. والأحزاب تستمتع بممارسة حريتها ونشاطها فى حرية كاملة والانتخابات، متوفرة بالطوارئ وبدون إشراف قضائى أو برمائى.
وسواء كانت الانتخابات تتم بالطريقة الاستفتائية أو التزويرية فالحزب الوطنى ليس فى حاجة إلى الطوارئ ولا خراطيم المياه لأنه يمتلك الأغلبية من البلطجية والملايين التى تشترى الأصوات . والحقيقة أن قانون الطوارئ لم يغير من المعملية السياسية، التزوير موجود قبل وبعد الطوارئ، والمخدرات أيضا، والإيوقراطية، هى الطريق الوحيد للتأبيد السياسى.
ولا داعى لأى قلق طالما قانون الطوارئ، صديق للبيئة، والحزب الوطنى ونظام الانتخاب الاستفتائى طويل التيلة والعمر والصلاحية مدى الحياة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة