يوسف الحسينى

الاستعانة بصديق

السبت، 15 مايو 2010 07:52 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عادة ما تثور الأسئلة فى رأسى الذى لم يشتعل شيبا وإنما اشتعل حريقا تطاول ألسنة لهيبه ألسنة حريق القاهرة قبيل ثورة يوليو!! فخلال شهرين من الابتعاد عن شاشة التلفزيون كمذيع تسنى لى أن أتابع بدقة شاشات عربية وأمريكية عديدة بل وقراءة مناقشات جلسات المقهى السياسى والتى تضم قادة القلم السياسى العربى، ومن هنا ظهرت الأسئلة تتقافز أمامى.
وكان من أبرزها على الأطلاق ماذا بعد السيد الرئيس الحالى، أو دعونا نسميها سيناريوهات التغيير.. وبالطبع ظهر أمامى رقيبى الداخلى الخاص محذرا من خطورة هذه المنطقة مهددا إياى بقطع العيش أو السحل والمثول أمام المحاكم أو من مغبة التنكيل.. فكان ردى القاطع الواثق "ابتسم نحن نعيش أزهى عصور الديموقراطية"
نحن الآن يا سادتى نكافح لأجل التغيير المستقر لا من أجل تغيير عادى فى بعض مواد الدستور تضمن للشعب اختيار رئيس جمهوريته وليس رئيسه والفارق كبير، كما أننا نعمل على وضع نظام يضمن للشعب سلطة حقيقية من خلال مجالسه النيابية ومن خلال تمثيل حقيقى وشفاف وهوعكس الوضع الحالى من استئثار منصب الرئيس بسلطة مطلقة على الشعب والجمهورية مما يجعل هذا المنصب أشبه بملكية مطلقة تضاهى فى سلطتها وفى دكتاتورية اتخاذ القرار ما يحدث فى المملكة السعودية على سبيل المثال
ومن هنا ظهرت جبهة التغيير دافعة بالبرادعى أمامها يرفع لواء التغيير ويطالب به العامة رئيسا لهم ولجمهوريتهم، بل وصارت الحركات الشعبية العديدة على اختلاف توجهاتها حركات داعمة لجبهة التغيير حتى ثار الأمر دوليا من خلال منظمات حقوقية دولية وشاشات تلفزيون عالمية، مما وضع النظام السياسى الحالى فى موقف المدافع الشرس تارة أو الحليم تارة أخرى، وعليه فلنترك الحلم لأصحابه من الحالمين أو الحليمين.
ولكن أجد أن ردود النخبة الحاكمة كثيرا ما تختزل فى تصريحات أمين تنظيم الحزب الوطنى " أحمد عز" والذى لا يحمل أى صفة رسمية تخول له الرد بالنيابة عن الحاكم أو المحكومين.. بل يزيد الأمر عندما نتابع محدث العمل السياسى – بمعنى حديث العهد- وهو ينشب مخالبه وأنيابه فى ظهر المعارضة والمطالبين بالحرية السياسية ورافضى التوريث حتى أنه دخل فى شبه مناظرة مع البرادعى على شاشة CNN ولا أدرى بأى صفة، بل وكيف يرضى أساطين الحزب بأن يمُثلهم رجل مجهول هومصدر ثروته الطائلة أو فلنقل مجهول هو صاحب الثروة التى يديرها "عز".. إلا لو كان معلوما من هو هذا الرجل المخفى عن عمد!!!.. ثم نجد أنه لا أحد أيضا من أساطين الحزب الحاكم يقوم بالتعليق على عز سلبا أو إيجابا وهو الأمر الذى يؤكد وجود الرجل المخفى الذى لا يجرؤ أحد على مخالفته أو حتى التعقيب عليه، ومن هنا وصلت الجماهير إلى استنتاجات على شاكلة أن عز وزملائه قادمين لا محالة وأن شباب الحزب تحت لواء جمال مبارك هم رجال العصر الجديد فيما بعد، أى عند تولى جمال منصب رئيس الجمهورية.
وهو الأمر البعيد كل البعد عن الحقيقة، فعند متابعتنا للمتوالية التاريخية نجد أن مؤسسات الدولة بالكامل غير مؤهلة لوجود حاكم مدنى، بل إن القرار فى نهايته يقع بين يدى الهيئة الحاكمة من صناع القرار والذين تستوجب تسميتهم ( رجال السيد الرئيس) – بصرف النظر عن اسمه وشخصه ولكنهم رجال المنصب ذاته- والمؤسسة العسكرية تحديدا، فلن يستطيع أى أحد أن ينكر أن تولى منصب رئيس الجمهورية لا يمرر إلا بموافقة المؤسسة العسكرية وهو ما حدث منذ عام 1952 وحتى هذه اللحظة، وعليه أن احتمالات ضياع آمال الحاكم المدنى سواء كان جمال أو غيره فهى كبيرة.
ونعود مرة أخرى إلى البرادعى واحتمالاته الضعيفة فى تولى المنصب – وهذا ليس هجوما على الإطلاق وإنما توجس- فنجد أن الخوف كل الخوف هو أن يتملك المنصب منه ويتملك منه رجال السيد الرئيس، فيصبح صاحب السطوة الأكبر والنفوذ المطلق مما يساعد على تنامى منظومة الفساد الحالى، ثم نجد دفعا ودفاعا عن البرادعى (الشديد الإخلاص) لتولى هذا المنصب.. ناسين أن الأهم هو تغيير مواد الدستور فانقلبت المعركة إلى هل يصلح البرادعى أم لا، ولماذا نرفض جمال وتتوه المعركة السياسية الأهم فى تاريخ هذه الجمهورية.. أم هل نحن بصدد رجال جدد طامحين فى صفة
(رجال السيد الرئيس).
أين هى أشكال الضغط على الحكومة والنظام لوضع آلية للتغير، وأين هو الاستثمار الحقيقى للحراك الجماهيرى فى الشارع المصرى، أم اعتبرت الحركات الشعبية والسياسية نفسها الممثل الأسمى للشعب المصرى، وإن كان الأمر كذلك والشعب قد رضى بها على اختلاف توجهاتها فلماذا يدفع بمن لايستطيع الزود عن نفسه
وهنا يأتى دور الصديق المخلص المبتغى فى الإجابة عن سؤالين لفك عقدة العبد المسكين:
الأول.. لماذا البرادعى بالتحدي؟
الثانى.. ماذا بعد رحيل الرئيس الحالى أمد الله فى عمره بالصحة والعافية؟









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة