لم يعد جذر البطاطا هو السبب، بل "رأس الكرنبة"، الاختراع الجديد الذى يفترض أن يضاف الى فتوحات الحزب الوطني. وجاء ذكره بالمصادفة على لسان النائب ماهر الدربى، رئيس لجنة الإدارة المحلية بمجلس الشعب اثناء مناقشة مع وزير المالية يوسف بطرس غالى، طالب الدربى غالى بإعفاء المسكن الخاص من الضريبة العقارية وطلب منه أن يعمل حركة "أكشن"، وأن يلغى الضريبة على المسكن الخاص حتى لا يجعل من نواب الوطنى "راس كرنبة" فى دوائرهم.
النائب يريد من الوزير أن يعمل حاجة "كده وكده"، من أجل صورة نواب الوطنى أمام ناخبيهم، ونحن فى موسم انتخابات مفترج، وألا يكسفهم ويحرجهم. ومع أن وكيل المجلس طلب حذف راس الكرنبة من المضبطة إلا أنها كلمة تدل على الحزب الوطنى ويدل عليها.
وصف "راس كرنبة" و"كيس جوافة"، تعنى فى اللفظ الشعبى الشباب ما قبل العوالمى أنه مالوش لازمة. انتقل اللفظ الى مجلس الشعب وعبر النائب عن مكنونات الحزب، الذى يعتبر النواب أصلا كلهم روس كرنب أو أكياس جوافة بصرف النظر عن المضبطة، مهمتهم التصفيق، والموافقة.
وكل ما يهم النواب هو صورتهم أمام أبناء دوائرهم وناخبيهم، خاصة فى الفترة التى تسبق الموسم الانتخابى، ويظل النواب نائمون أو يعيشون فى القاهرة أو عواصم المحافظات حتى إذا اقترب موسم الانتخابات يكثفون نشاطهم ويعملون "كده وكده"، ويحرصون أو يمثلون دور النواب المهتمين بمصالح الجماهير التى هى الشعب، مع أنهم يتعاملون معه على أنه كائن افتراضى لا وجود له فى الواقع، ولا يتذكرونه إلا فى المواسم الانتخابية، والنواب والمرشحون هنا ليسوا استثناء من نظرية راس الكرنبة لأنهم يتعاملون مع المواطنين على والناخبين على أنهم روس كرنب.
وطبقا للنظرية "الراس كرنبية" فان الحزب الوطنى ينام طوال العام ونوابه يصفقون فى البرلمان، ثم يبدأ التحرك قبل الانتخابات ببعض الرشاوى الانتخابية، مواسير صرف توضع ثم ترفع بعد الانتخابات، تصريحات عن افتتاح مشروعات مفتتحة، وبرامج لتنفيذ البرامج لأن الوطنى فى الواقع لا يهتم بالشعب ويعتبره مجموعة من روس الكرنب، بل ويعتبر نفسه راس كرنبة فى معية الحزب الوطنى الذى سوف يكثر الحديث عن محدود الدخل، وحبيب الملايين، الذى هو فى الواقع "راس كرنبة".