فى هوجة الغضب والانفعال مما جرى فى لبنان لمقتل المواطن المصرى محمد مسالم والتمثيل بجثته، قد يخلط البعض الأوراق، ويحمل القضية أوضاعا ليست حقيقية، منها ما ذكره البعض من اتهامات للسفارة المصرية فى لبنان، وذلك تماشيا مع موجة النقد العام التى تسود مصر هذه الأيام، وتماشيا مع الملف الذى نتحدث فيه منذ يومين والمتعلق بسفاراتنا المصرية فى الخارج، وتعاملها مع المغتربين المصريين.
قضية محمد مسالم هى قضية إنسانية بالدرجة الأولى، تستوجب الغضب والاستنكار والرفض لأنها تنقلنا إلى قوانين الغاب، كما أنها قضية المصريين فى الخارج الذين قد لا يفهمون خصوصية البلاد التى يعيشون فيها.
لم يكن أحد سيرفض إحالة محمد مسالم إلى القضاء اللبنانى، وإنزال أقصى العقوبات عليه طبقا للقوانين اللبنانية فى حال إدانته، فى القضية المتهم فيها بقتل طفلين، وجدهما وجدتهما، بالإضافة إلى اتهامه باغتصاب طفلة عمرها 13 أو 15 عاما، لكن أن يتم قتله ثم التمثيل بجثته فهذا هو المرفوض.
وحتى لا تخرج القضية من سياقها الطبيعى، ورفعها إلى الدرجة التى يستغلها البعض لسب الدول العربية والمطالبة مثلا بقطع العلاقات معها، علينا أن نسلك السلوك الدبلوماسى الصحيح الذى ينطلق من المطالبة بإخضاع الأمر كله إلى القضاء، للتحقيق فيما جرى، فالحادث ليس فيه مجال لإثبات بطولة، ولا يتحمل إعطاء الفرصة للغوغائيين فى الجانبين لرسم مسار علاقة البلدين، كما أنه يأتى فى ظل أجواء سياسية طيبة، ظهرت معالمها فى الأيام الأخيرة بزيارة وزير الخارجية المصرى أحمد أبو الغيط، وتأكيده وقوف مصر إلى جانب لبنان أمام أى تهديدات إسرائيلية، فما بين البلدين أبقى، ويجب أن يكون أقوى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة