سعيد شعيب

خرافة الخارج

الخميس، 20 مايو 2010 11:26 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أنا شخصيا ليست لدى مشكلة عويصة مع هذا "الاستقواء بالخارج"، ولا أرى أية مشكلة فى أن تحرض تيارات سياسية الإدارة الأمريكية والغرب ضد السلطة الحاكمة فى مصر.. فهذا صراع سياسى يدخل تحت بند المشروعية، طالما أنه لا يتجاوز القانون والدستور، ولا يطالب مثلا بالاحتلال الأمريكى لبلدنا مثلما يقول موريس صادق وبعض المتطرفين الكارهين.
لكن المشكلة ليست فى الاتهام بالاستقواء كما يتصور الذين شاركوا فى مؤتمر التغيير بواشنطن الذى نظمه ائتلاف المنظمات المصرية، ولا فى اتهامهم بالعمالة، فالأمر أعقد من ذلك بكثير. ويتعلق بأن طريقة عملهم، فمهما كانت الضغوط التى يمارسونها عبر الخارج فلن تحقق لهم ما يريدون، فقبلهم فعلها الدكتور سعد الدين إبراهيم، ومازال، بل ولم يكتف بذلك، ولكنه تحالف مع النظام القطرى الذى لا يجوز مقارنته بحلتنا، ومع ذلك حقق فشلا ذريعا.
ولعل المشاركون فى هذا المؤتمر وغيره من الفعاليات داخلية وخارجية، يتذكرون الحدة والضغوط التى كانت تمارسها إدارة بوش بفجاجة، ومع ذلك لم يحدث ما كانوا ينتظرونه، فالعلاقات المصرية الأمريكية، والغربية عموما لم تنقطع، ولم تقل المعونات.. فالعلاقات الدولية كما يعرفون لا تحكمها فقط الرغبة فى الديمقراطية، ولكن تحكمها مصالح معقدة، أقوى بكثير من أى أشواق بالتغيير.
إذن الأساس ليس الخارج، ولكنه هنا فى الداخل، التغيير على الأرض، ولذلك كنت أتمنى من الطامحين فى التغيير الديمقراطى أن يكون على أجندة مؤتمرهم، بالإضافة إلى التحريض ضد السلطة الحاكمة، خطة عمل لانتخابات الشورى ومن بعدها انتخابات مجلس الشعب، ثم الرئاسة.. أو يكون لديهم خطة عمل للمشاركة فى اخطر انتخابات تؤثر فى حياة المصريين وهى المحليات.
كما كنت وما زلت أتمنى أن يكون هناك جهد حقيقى للبحث عن الطرق التى يتم بها دعم المطالب الفئوية لقطاع كبير من المصريين، على رصيف مجلس الشعب وفى كل مكان. ويبلون جهدا حقيقا لمساعدة الناس على ممارسة حقهم فى تأسيس نقابات تعبر عن مصالحهم الحقيقية.
هذه هى المعارك الحقيقية، صحيح أنها لا تمنح من يفعلوها نجومية كافية على الفضائيات والفيس بوك، ولكنها تغير بلدنا وتمنحه حقه فى العدل والحرية.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة