يسرى الفخرانى

عزيزى الرأى العام!

الأربعاء، 26 مايو 2010 07:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هذا وطن يمكن أن يكون أجمل، ويجب أن يكون أجمل، بشرط أن ننظر للأمام.. للمستقبل.. للنور، يجب أن نفكر ونحلم.. ونعمل، يجب أن نتخلص من القضايا التافهة التى نغرق فيها.. ونتأمل القضايا المهمة التى تواجهنا فى المرحلة القادمة.

لا يصح أن يكون سؤالنا وحوارنا الدائم قضية سوزان تميم وهشام طلعت مصطفى، قضية أحمد شوبير ومرتضى منصور واتحاد كرة القدم، قدم حسام غالى أو متعب أو شيكابالا، هل يبقى حسام حسن فى الزمالك أم يرحل، يجب أن يستيقظ الرأى العام فى مصر على قضاياه المصيرية، قضية المياه وقضية الانتخابات وقضية الأجور. الرأى العام فى مصر يجب أن يصبح على مستوى المرحلة الصعبة التى نعيشها، يجب أن ينتفض وينفض يديه وعقله من الأفكار السطحية التى تشغل باله، يجب أن ننهض وأن نتحرر ونتحرك للأمام فى وعى وأمل وهدف يجعلنا جميعا مسئولين، يجب ألا نبدد طاقتنا فى حروب ساذجة، وأن نستيقظ ونؤدى الأدوار التى يجب على الشعوب المتحضرة أن تقوم بها. يجب ألا ننتظر حلولا لحياة أفضل تأتى فى الوقت الذى ننغمس فيه فى الفرجة على مشاكلنا فى برامج التليفزيون وصفحات الصحف! نريد عقولا متحررة تفكر فى الخروج من الأزمة، والإعلام يجب أن يلعب دورا جديدا فى المرحلة القادمة ويوفر مساحة حرية جريئة للناس للمشاركة فى الحلول، وليس مجرد طرح مشاكل وأزمات.

لقد دربنا المشاهد والقارئ فى الفترة السابقة على أن يشكو.. دون أن يشارك، ييأس.. دون أن يقرر، يحبط.. دون أن يجد نافذة أمل. يجب أن يتبنى الإعلام فى الفترة القادمة حملة شعبية تجعل المواطن يذهب إلى صناديق الانتخابات التى بدأت مواسمها، ويقف فى الطابور ويدلى بصوته مهما كان مصير صوته، يجب أن يرى العالم، وترى الحكومة والأحزاب أن المواطن فى مصر سوف يشارك فى العملية السياسية بجدية، وهى صورة تعيد تفكير أى نظام وتجعله يبذل جهدا على المسرح السياسى. يجب أن يقوم الإعلام بطرح أفكار وحلول المواطن المصرى فى قضية المياه التى لا تشغل أصلا الرأى العام المهموم بما هو أهم منها : من القاتل فى قضية سوزان تميم، ومن المنتصر فى قضية مرتضى وشوبير، ومن الأفضل فى قضية عمرو دياب وتامر حسنى. الصراخ فى الإعلام يغطى على أشياء كثيرة مهمة تفوت كل يوم دون أن نتوقف ونناقش، والصراخ جعل المشهد- مهما كان قاسيا- معتادا ولا مبرر للوقوف أمامه، الصراخ أفسد قيمة العقل الذى يجب أن نفكر به لنتجاوز أزماتنا المتعددة. محترفو الصراخ والضوضاء والشهرة..

هم صناع الإعلام الآن، والمشاهد والقارئ مستمتع بلعبة متابعة اللعبة التى أصبحت مملة ومكررة ومهلكة للأعصاب. يجب أن نتوقف لنفكر، ماذا يحدث حولنا، وما الدور الذى يجب أن نقوم به، ويجب على الإعلام المحترف المحترم أن يعيد تصحيح مساره وترتيب أوراقه، وأن يلهم الناس وسائل أخرى راقية لحياة أفضل، ويجب أن يتوقف بث لغة الردح والعبث بمشاعر الناس. لقد كذبنا بما فيه الكفاية وحان وقت الجد والحقيقة.. من الجميع.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة