عادل السنهورى

«مصر بين الكبار» واستفزاز الصغار!

الخميس، 27 مايو 2010 10:38 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أحد يتجاهل حجم الفوائد والمزايا الكبيرة للرحلات والسفريات الخارجية التى يقوم بها الرئيس مبارك منذ توليه الحكم (أكتوبر 1981) وحتى الآن، خاصة إلى دول أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية إلى وقت قريب وعدد من الدول العربية وخاصة الإمارات والسعودية وسوريا قبل أن تتأزم العلاقات.

ولم يتناول أحد كثيرا هذه الزيارات المهمة طالما أن الرئيس بحكم الدستور يدرك أهمية تلك الزيارات ومدى ما تحققه من مكاسب للصالح العام.

لكن أن تخرج علينا عناوين مستفزة من إحدى الصحف الحكومية السيارة وتضغط على أعصابنا وفى ظروف قلقة ومتأزمة مع دول حوض النيل السبع لتقرر تعليقا على زيارة الرئيس الأخيرة إلى إيطاليا واليونان وبعنوان ضخم بأن «مصر بين الكبار» ولم نعرف ماذا كانت تقصد الصحيفة ورئيس تحريرها بمصطلح الكبار، ووضع مصر كأنها الدولة الصغيرة بينهما وكأنها فريق صغير لكرة القدم بلغ بصعوبة دور الـ16 أو الثمانية لبطولة كبرى مثل كأس العالم ليلعب مع البرازيل وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا.

توظيف مثل تلك العناوين فى هذا التوقيت بالذات يزيد الطين بلة ويستفز من يعتبرهم رئيس تحرير الصحيفة صغارا، لأن مصر فى أشد الحاجة الآن أن تلعب مع هؤلاء الصغار بعد طول بعاد وهجر.

مصر لعبت وزارت وسافرت كثيرا للعب مع الكبار وأدارت ظهرها للصغار الأفارقة، فمن بين أكثر من 470 زيارة وسفرية خارجية زارت مصر فرنسا حوالى 50 مرة وألمانيا أكثر من 30 مرة والسعودية 40 مرة والإمارات 25 مرة تقريبا، أما أفريقيا فلم تزرها مصر إلا قليلا وغابت مصر مرات متتالية عن القمم الأفريقية مما أدى إلى غياب الدور المصرى فى أفريقيا بعد توجه البوصلة السياسية المصرية شمالا وتجاهل الجنوب رغم اعتبارات السياسة الخارجية التى تحددها لغة المصالح المشتركة وأبرزهاالموقع الجغرافى، ومتغيرات التاريخ وعوامل الاقتصاد، والعقيدة السياسية وفوق كل ذلك عبقرية المكان على حد رأى مفكرنا الراحل جمال حمدان.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة