سعيد شعيب

الشيطان الأمريكى

الخميس، 27 مايو 2010 12:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يؤمن بعض السياسيين أن لعن الإدارة الأمريكية ليل نهار، يمنحهم شعبية، ويجعلهم أبطالا، أليس هم الداعون لمقاطعتها لأنها تحتل العراق ولأنها تساند إسرائيل التى تجور على الحقوق الفلسطينية. بل ويصل بعضهم ليس فقط إلى تحريم التعامل مع الإدارة، بل وحتى الزيارة، حتى لو كانت للقاء بعض المصريين الذين يعيشون هناك، إنهم الأكثر "جذرية" و"الأكثر ثورية".
الحقيقة أنهم غير ذلك تماما.

فالسياسة تعبير عن صراع مصالح، ليس فيه شياطين وأخيار، ولكن فيه توازنات قوى، تتغير وتتبدل كل يوم، ولا يمكن لأى إدارة سياسية أن تقرر هكذا وببساطة المقاطعة، وخاصة إذا كان ذلك مع الدولة الأهم والأكبر فى العالم، والإدارة السياسية الذكية هى التى تبحث عن مكامن القوة، سواء فى داخلها أو خارجها، حتى يمكنها أن تسير مصالحها.
هذه بديهيات لست بالطبع من اخترعها، ومن ثم فالعداء المطلق أو السير كالعميان وراء قوى إقليمية أخرى فى المنطقة أو خارجها هو عين الفشل، وهو الذى يضر ضررا بالغا بمصالح الدولة المصرية.
لكن لماذا يفعلون ذلك؟
لأنهم ليس لديهم ما يقدمونه سوى هذه الشعارات الفارغة، والتى فى الحقيقة لا تكلفهم أى جهد عقلى أو سياسى، ولكنهم مجرد "بقين سخنين هيفرقعوا شوية فى الصحف والفضائيات"، وتحقق لهم نجومية يسعون إليها دون أن يبذلوا أى جهد من أى نوع.

ولأنهم فى الحقيقة أيضا بلا جماهير، وليس لديهم أى مخطط حقيقى لأن يكون لهم جماهير، ومن ثم فليس أمامهم وهم معزولون فى غرفة ضيقة ومغلقة، سوى أن يزايد كل منهم على الآخر بالكلام، لأنه ليس هناك حركة حقيقية على الأرض.

ولذلك تجدهم مشغولين بتوزيع صكوك الوطنية، فيخونون هذا، ويزيحون ذاك.. مثلما فعلت بعض قيادات حركة كفاية مع منسقها العام السابق جورج إسحاق، فقد اتهموه بالخيانة، لأنه حضر مؤتمر تحالف المصريين الأمريكيين.

هؤلاء هم الذين دمروا هذه الحركة النبيلة، والتى قامت فى جوهرها على التعدد والاختلاف، وهؤلاء هم الأكثر استبدادا من السلطة الحاكمة، بل دعنى أقول إنها أكثر تسامحا وديمقراطية منهم، فلك أن تتخيل ماذا سيفعلون فينا لو لا قدر الله وحكموا البلد، سيحولونها إلى سجن كبير، يخونون ويسجنون ويقتلون.
إنهم أخطر أنواع الاستبداد.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة