مى الشربينى

شكراً د. زويل

الجمعة، 28 مايو 2010 08:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أشكر العالم المصرى العالمى د.أحمد زويل شكراً خالصاً جزيلاً. أشكره لأنه على مدار ساعة كاملة أعطانى شعوراً رائعاً كدت أنساه، هذا الشعور بالاعتزاز الحقيقى بأن أكون فقط من نفس البلد الذى أخرج مثل هذا العالم الجليل. صحيح أن شخصية فى مكانة د.زويل لا تلتفت إطلاقاً إلى أن يشعر المتلقى المصرى بكذا والعربى بكذا أو أن يقتنع الإعلامى بكذا والسياسى بكذا. يكفى د.زويل أن يُخرج تلقائياً أفكاره التى تزن أوزاناً بالغة الثقل فى كلمات بسيطة متواضعة، فلا تشعر بحمولة الأفكار ولكنك تستمتع بتلقيها نافذةً مخترقة ًلذهنك. هذا ما جعل حوالى ألف شخص، على رأسهم حاكم دبى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ينصتون باستمتاع لساعة كاملة للكلمة التى ألقاها د.زويل فى افتتاح منتدى الإعلام العربى بدبى منذ حوالى أسبوعين. فى مثل هذه المناسبات الرسمية ترى فى آخر القاعة مَن يتحدث متلصصاً فى الموبايل أو مَن يتسلل خارجاً من الأبواب الخلفية أو مَن يُبدى بعض علامات الإنصات وسط وشوشة مَن على يساره ومَن على يمينه.

عُمق وتواضع كلمات د. زويل قضت تماماً على هذه المشاهد حتى آخر كرسى فى القاعة. هذه الملاحظة جعلتنى أنتبه إلى أن كل إعلامى عربى كان مقتنعاً بما قاله د.زويل، (وأقصد كل القائمين على الإعلام وليس مقدمى البرامج فقط) وبالرغم من اقتناعنا، إلا أن الكثير منا لا ينفذ هذا الكلام أو بعضه، إما لأنه حصر نفسه فى الجذب السهل للمتلقى أو لأنه مُقيَّد وسط منظومة يخترقها الاستسهال فى المكسب حيناً والتخريب العمدى حيناً آخر. كلمة د.زويل امتلأت بالنقاط الهامة ولكننى أركز على ما نبه إليه من "انفلات" فى الفضائيات فى تعاملها مع الأمور الدينية دون ترو وتمحيص، وأجد فى ذلك ربطاً وثيقاً بما وصفه بـ"تخمة فى الانطباعات" تعانى منها الفضائيات (بالأحرى يعانى منها مُشاهد الفضائيات) فى تعاملها مع الموضوعات السياسية والثقافية. فرّق د.زويل بين وجهة النظر و"الرأى" النادر فى الفضائيات وما تكتظ به الشاشات من كلام محللين ومتخصصين (فَرضاً) لا يرقى إلا إلى مستوى الانطباعات، وقد أوضح د.زويل أن القنوات المحترمة فى الغرب، وليس كلها، لا تكتفى بالخبر بل تُثريه برأى عالم أو مفكر حقيقى مشهود له بأسلوبه العلمى. ربطتُ بين "الانفلات" و"التخمة فى الانطباعات" لأنهما يسدان "احتياجين" ويؤديان إلى نتيجة واحدة. الاحتياجان لدى بعض المؤسسات الإعلامية هما تنفيذ أجندات سياسية، مدفوعة فى أغلب الأحيان، وتحقيق ربح سريع عن طريق الصوت العالى الجاذب للمشاهد وهو أسهل من إنتاج عمل تليفزيونى يعتمد على عناصر الجذب المكلِّفة والمعقدة. أما النتيجة فهى أعداد غفيرة من الشباب المُصاب من المحيط إلى الخليج.. مصاب بتلوث فكرى مُعد مصحوب بلخبطة حادة وزغللة فى الرؤية. الطبيب هو الإعلام الذى يجمع بين الضمير وجذب نسبة المشاهدة العالية، ولكنه الطريق الأصعب فهنيئاً لمن اختاره، وشكراً د.زويل.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة