منذ أن عادت الحياة الحزبية إلى مصر عام 1976 عاش رؤساء الأحزاب على نظرية "حزبى وأنا حر فيه" وترجم هؤلاء الرؤساء تلك النظرية ترجمة أمينة على أرض الواقع فلم يترك رئيس حزب بالاستقالة أو بالانتخابات وعكس كل رئيس حزب شخصيته على حزبه ويمكن استثناء خالد محيى الدين مؤسس حزب التجمع ورئيسه لسنوات طويلة الذى ترك رئاسة الحزب بعد تقدم سنه، وعملاً باللائحة الحزبية التى تم استحداث نص فيها يشترط عدم استمرار المستوى القيادى أكثر من دورتين متتاليتين.
الحالة السابقة ضربت حياتنا السياسية فى مقتل وجعلتنا نعيش فى ظل الرئيس الواحد حتى يتوفاه الله لكن انتخابات رئاسة حزب الوفد التى انتهت الجمعة (أول أمس) عكست الآية وأعطت نموذجا مختلفا عما تعودنا عليه.
سارت الانتخابات بين مرشحين متنافسين هما رئيس الحزب حتى لحظة إجراء الانتخابات محمود أباظة والمرشح الثانى الدكتور سيد البدوى وشهدت المنافسة جولات حزبية للمرشحين فى كل المحافظات وانتهت الانتخابات بفوز السيد البدوى وخسر محمود أباظة.
رسالة الانتخابات فى الوفد تتخطى كونها تخص حزبا معارضا إلى أنها نموذج لانتخابات ديمقراطية يمكن أن تدفع الحياة الحزبية إلى الأمام وذلك بأن يعى الوفد نفسه إلى قيمة ما حدث.
المطلوب من الوفد حتى يخطو إلى الأمام أن يعى رسالة المستقبل الذى يضعه فى صف التمايز عن الحزب الوطنى وإذا كان هو قد اختار الديمقراطية تطبيقا على نفسه فعليه أن يناضل من أجل توسيع رقعتها فى عموم الحياة السياسية المصرية يبقى بعد ذلك قولى الدائم بأن الوفد لو أجرى مصالحة تاريخية مع ثورة يوليو عام 1925 لكسب الكثير فى قيادة الصف الوطنى فى مواجهة صلف الحزب الوطنى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة