سعيد شعيب

هوس الاستقالات الجماعية

الأحد، 30 مايو 2010 12:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أدهشنى أن استقالة مجلس إدارة الأتيلييه بعد أقل من شهرين على تشكيله، والسبب أن مديرية غرب القاهرة التابعة لوزارة التضامن الاجتماعى لم تحدد أوجه إدانة رئيس مجلس الإدارة السابق وأمين الصندوق قد ارتكبا مخالفات مالية، ولم تحدد فى تقريرها أوجه إهدار المال العام.

أسباب الدهشة كثيرة، أولها أن الاستقالة هى آخر خطوة فى أى عمل عام، فتسبقها خطوات كثيرة، منها اللجوء للقانون، وفى ذات الوقت الضغط بكل الوسائل السلمية الديمقراطية على المعنيين بالأمر، أقصد المسئول عن إدارة غرب القاهرة التى أصدرت التقرير الذى لم يعجبهم، وصولا لوزير التضامن، وإذا فشل ذلك يفعلون مثلما تفعل قطاعات واسعة من المصريين التى تنظم احتجاجات سلمية لتنفيذ المطالب، ودعوة الجمعية العمومية للانعقاد.. وغيرها من الإجراءات التى يمكن استخدامها.

لا يعنينى هنا صحة الاتهامات التى يقولها الأعضاء الحاليين لمجلس الإدارة، فالذى يحسم مثل هذه الاتهامات هو القضاء، الأهم هو انتشار ظاهرة الاستقالات. فمنذ حوالى عشرة أيام قدم مجلس إدارة مركز شباب الغردقة استقالة جماعية إلى الدكتور صفى الدين خربوش، رئيس المجلس القومى للشباب، والمهندس مجدى قبيصى، محافظ البحر الأحمر، احتجاجا على محاولة ياسر محمود سعد، وكيل مديرية الشباب، الحصول على المستندات المالية للمركز بالمخالفة للقانون، حسبما نشرت جريدة المصرى اليوم، وبسبب تهديداته المستمرة للموظفين بإحالتهم للتحقيق فى حال رفضهم تنفيذ أوامره.

ومنذ حوالى شهر اتصل بى صديق ليقول لى إنه قرر الاستقالة من عضوية الحزب الوطني، لأنه تم استبعاده ومعه آخرون، من المجمع الانتخابى الذى يختار مرشحى مجلس الشورى.

كأنه مزاج عام يتصور أصحابه أن تهديدهم بالاستقالة سيجبر الأطراف الأخرى على قبول ما يريدونه، وهذا غير صحيح، ولكن الذى يغير موازين القوى على الأرض، هو الضغوط والاحتجاجات التى يشارك فيها أصحاب المصلحة.. أما الاستقالة فهى هروب من مواجهة طويلة، نوع من الخيانة، نأخذ كل شىء أو نترك كل شيء، وهو منطق خاطئ حان الوقت للتخلى عنها، حتى يمكننا تغيير البلد للأفضل.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة