مى الشربينى

الهزيمة الأكبر لإسرائيل

الخميس، 10 يونيو 2010 04:29 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«الهزيمة الأكبر لإسرائيل» هكذا سمّى الكاتب الصحفى الفرنسى «جون فرانسوا كان» الهجوم الإسرائيلى الدامى على قافلة الحرية.

يرى الكاتب أن الإدارة الإسرائيلية تسببت لنفسها فى أكبر ثانى خسارة فى تاريخها بعد هزيمتها فى حرب تموز 2006، ويقول إن إسرائيل تعلم جيداً أن الحروب أصبحت اليوم حروب «صورة» وحروبا نفسية. وقد قلبت تل أبيب بهذا الهجوم الصورة، فبعد أن كان العرب هم الخاسرون فى المعركة الإعلامية حول الوجود الشرعى والصورة الشريفة أصبحت إسرائيل هى صاحبة الصورة غير الشرعية وغير الشريفة. انتهى كلام الكاتب الفرنسى.

يمكن أن نعلق طبعاً على النقطة الأخيرة إذ إن تل أبيب لم تكن شرعية ولا شريفة حتى قبل هذا الهجوم بعقود، ولكن ما أتوقف عنده هنا هو: «الصورة» وكيف يُهاجم بها الإسرائيليون بحرفية ولا نستطيع نحن استخدامها حتى للدفاع، ناهيك عن الهجوم. صحيح جداً أن أسرائيل تعلم جيداً أن حربها الآن هى حرب صورة، وأعتقد أنها ربما تعمدت مهاجمة الأسطول فى المياه الدولية بهذا الشكل الهوليوودى لتضمن أكبر قدر من الضجيج الإعلامى وتبعث برسائل سياسية معينة (ليست موضوعنا هنا)، توقع «كان» هذه الخسارة لإسرائيل بعد يوم واحد من الهجوم، أى فى الوقت الذى كنا يجب أن نتلقفها فيه ونعمل على تكريسها ولكننا لم نفعل، وهو ذات الوقت الذى بدأ فيه الإسرائيليون محوَ خسارتهم الإعلامية (والتى فى الأغلب كانت ضمن حساباتهم) وسرعان ما نفذوا ما يضمن ألا يشك الرأى العام العالمى إطلاقاً فيما صدقه لسنوات طويلة من أن إسرائيل هى الطفل البرىء الذى يحب السلام ويتمناه ولكنّ الوحش العربى يجبره على الدفاع عن نفسه. على سبيل المثال، نشرت الخارجية الإسرائيلية صور أسلحة قالت إنها ضُبطت على سفن الأسطول، وعلى الرغم من التشكيك فيها فإن لها تأثيرا قويا فى تكريس صورة إسرائيل «المستضعفة».

لماذا لم نتلقف هنا خيط التشكيك؟ انتشرت على الإنترنت بعض التقارير التسجيلية المصورة التى اعتمدت على لىّ الحقائق عن طريق انتقاء الصور والوقائع وإخراجها من سياقها لإثبات أن كل الفلسطينيين بمن فيهم الأطفال متعطشون للدماء والغضب والكراهية ولا يتركون الإسرائيليين الهادئين المسالمين فى حالهم. فضّلت ألا أنشر هذه «اللينكات» لأنها فى غاية الاستفزاز وحتى لا أروج لها، ولكن يكفى أن أقول إنها مُصممة ومُنفذة من حرفيين ليس من هواة، وإنها مُتداولة فى الغرب.

إحداها فيلم كرتونى »مَرِح« يشرح فى 4 دقائق كيف تكبد اليهود الظلم والقسوة حتى بنوا الأهرامات تحت السخرة ثم طُردوا وعُذبوا فى العالم كله ومازالوا يُعذبون حتى الآن فى بيتهم الأصلى من المارد العربى. هذا مايفعله الإسرائيليون فى الحرب الإعلامية أما نحن فمازلنا نصر على الصريخ والعويل فى وجوه أنفسنا.. صريخ لا يسمعه الرأى العام الغربى ولكن يتلقفه من يستغله ضدنا بحرفية كبيرة. علينا أن نستوعب ملامح السلاح الإسرائيلى فى الصورة: لى الحقائق، انتقاء غير شريف للوقائع، الامتناع عن أى تعبير غاضب وأى ألفاظ مسيئة، الأسلوب السلس، استعطاف أى مشاهد من أى جنسية بالحديث عن الحب والحرية والسلام. يجب أن نرى سريعاً مثل هذه الأفلام العربية باللغة الإنجليزية (ولن نضطر للى الحقائق لأنها فى صالحنا دون لىّ) منتشرة بين المستخدمين الغربيين للفيس بوك حتى نحقق المكسب الأكبر.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة