المعلومات البديهية والمعروفة تقول إن محافظة 6 أكتوبر من أكبر المحافظات فى مصر مساحة وأغناها، ويسكنها الأثرياء من المسؤولين وأصحاب الثروات المتضخمة فى جيتوهات مغلقة يطلقون عليها «الكومباوندز» أو المجمعات السكنية للفيلات والقصور.
وحجم الاستثمارات فى المحافظة الوليدة يقترب من 30 مليار جنيه وتقدم إنتاجا سنويا قدره حوالى 20 مليار جنيه.
لكن قد تبدو هذه الأرقام خادعة، فالمحافظة الشاسعة المساحة تضم أيضا غير الأثرياء من الفقراء ومتوسطى الحال الذين أضاعوا بعض السنوات من أجل تحويشة عمر للحصول على شقة فى مدينة أكتوبر أو زايد بجوار السادة أغنياء المحافظة لعل وعسى.
الأغنياء فى المحافظة حسب كلام الدكتور فتحى سعد محافظ 6 أكتوبر - لا تتجاوز نسبتهم 5 بالمائة من إجمالى السكان، ولكنهم بالتأكيد يحصلون على غالبية الخدمات، ولايشعرون بمشاكل انقطاع الكهرباء والمياه مثل باقى سكان الأحياء الأخرى.
الأسبوع الماضى وتحديداً يومى الأربعاء والخميس انقطعت المياه عن عدد من أحياء مدينة 6 أكتوبر، وضج السكان من الشكوى ولم يبادر مسؤول أن يهدئ من غضب السكان الذين اعتقدوا أن أكتوبر الحديثة خالية من أمراض المدن المترهلة، وكان الرد البارد أن المحافظة ليست مسؤولة إنما هيئة المجتمعات العمرانية التى تتولى إدارة مدينة زايد ومدينة 6 أكتوبر، وظل سكان عدد من الأحياء بلا مياه ليومين كاملين، ولم يتطوع أحد لإعلان السبب واحترام «البنى آدمين» المحرومين من المياه.
وما آثار غيظ السكان أن السيد محمد نبيه، رئيس جهاز المدينة، خرج على السكان فى اليوم التالى بتصريحات منعشة ووردية عن المستقبل الزاهر للمدينة وبالمخطط الإستراتيجى الذى سيغير من وجه الحياة فيها بعد عشرين عاماً من حدائق وتماثيل وأسواق ومترو.
أكتوبر مازالت محافظة وليدة ونتمناها محافظة عصرية خالية من عشوائيات وأمراض القاهرة والجيزة، وأمام المسؤولين فيها فرصة ذهبية لجعلها محافظة عصرية، لكن لابد من فك الاشتباك فى التخصصات بين المحافظة وهيئة المجتمعات، ثم ضرورة إشراك القطاع الخاص فيها فى عمليات البنية الأساسية وتطبيق مبدأ المسؤولية الاجتماعية للشركات والمصانع.