سعيد شعيب

مكاسب حماس المجانية

الجمعة، 18 يونيو 2010 12:14 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أتمنى من الله ألا يتصور قادة حماس أنهم يستطيعون حصد كل مكاسب هذا الزخم الدولى المطالب بفك الحصار على غزة دون أن يدفعوا ثمناً سياسياً. ففى الحقيقة سيكونون واهمين، والسبب أن هذا التعاطف الدولى والشعبى ليس هدفه منح شرعية سياسية لحكومة حماس، ولا شرعية لانقلابها العسكرى ولا لتوجهاتها الأيديولوجية والإقليمية، ولكن تعاطفاً مع أهل غزة المحاصرين، ورغبة فى تنفيذ المواثيق الدولية المنظمة للاحتلال، وأهمها على الإطلاق مسئولية القوات المحتلة فى توفير سبل عيش إنسانية، والأهم عدم إنسانية العقاب الجماعى.

لكن تصريحات قادة حماس، وعلى رأسهم إسماعيل هنية رئيس حكومة حماس المقالة لعمرو أديب فى برنامج "القاهرة اليوم" غير مبشرة، فهو ما زال يلوح بتخوين حكومة فتح، بالكلام عن الفيتو الأمريكى الصهيونى، رغم أنه يمكن الحديث أيضاً وبذات المنطق عن الفيتو الإيرانى على حركة حماس، وإذا كان الفيتو الأول خيانة، فبالتأكيد إن الثانى لا علاقة له بالوطنية.

ثم إنه وكما يعرف هنية وقادة حماس أنه لا يمكن الوصول إلى تسوية بدون الوصول إلى توافق مع الإدارة الأمريكية، وبالطبع مع الإدارة الإسرائيلية، وهو ما فعلته حماس عندما أوقفت بشكل نهائى إطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل، بل وعاقبت منظمات تجرأت وكسرت أوامرها.. فلماذا تسعى إلى هذا التوافق فى جزء وتتجاهل بقية الأجزاء؟!

ثم إن أى حركة سياسية عليها الوصول إلى موائمات لكى تصون مصالح من تتولى حكمهم، فالذى يدفع ثمن الحصار ليس قادة حماس بالطبع ولا رجالها فى غزة، ولكنه الرجال والنساء والأطفال الذين وقعوا فى قبضتها. وفى السياسة أمر طبيعى وعادى أن تقدم تنازلات حفاظاً على الشعب، وليس منطقياً أن تضحى حماس بالفلسطينيين من أجل بقائها فى السلطة.

هذا الزخم الشعبى والدولى فرصة استثنائية تحتاج إلى مبادرات من حماس، ومن فتح طبعاً، لإنجاز التصالح والعودة إلى صندوق الانتخابات وعدم الانقلاب عليه مهما كانت الأسباب.

وإذا لم تفعل حماس، فأظن أنها ستدفع ثمناً غالياً، فلن يسامحها الشعب الفلسطينى، وستسير فى طريق نهايتها كحركة سياسية، بعد أن انتهت كحركة مقاومة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة