هناك قصة فى نكتة تقول إن بلدا من الأغبياء واجهت مشكلة، حيث كانت هناك حفرة يسقط فيها المارة فيصابون بكسور، واجتمع سيد قراره فى هذه البلد لبحث أفضل الطرق لمواجهة تداعيات الحفرة، فقال أحد أعضاء اللجنة إن الإسعاف تتأخر فى الوصول للجرحى الذين يسقطون فى الحفرة، واقترح إنشاء نقطة الإسعاف بجوار الحفرة حتى تكون أسرع فى نقل مصابى الحفرة للمستشفى، وهنا رد عليه آخر باقتراح أن يتم بناء المستشفى بجوار الحفرة حتى يمكن تقديم العلاج الأسرع للضحايا. وطبعا لم يقترح أى من الحاضرين ردم الحفرة، وهذا هو الفرق بين الحكومة الذكية والعادية.
والقصة تبدو مطابقة لطريقة الحكومة والحزب الوطنى فى مواجهة وعلاج ما يظهر من مشكلات ومنها وعلى رأسها العلاج على نفقة الدولة، وباقى قضايا الدعم الذى نسمع منذ سنوات أن الحكومة تنوى إعادة النظر فيه حتى يصل إلى مستحقيه.
والنتيجة أنه لا ظهر الدعم ولا بقى مستحقوه. وآخر طريقة أو اختراع لتوزيع الدعم كانت البطاقة الذكية التى يحصل عليها مستحقو الدعم ليحصلوا على مقررات السكر والزيت وخلافه. وكان الحصول على البطاقة الذكية فى حد ذاته تحول إلى طوابير ومشكلات وخناقات، ومع أن الحكومة أو وزارة التضامن فكرت فى بطاقة ذكية لم تفكر فى طريقة ذكية لتوزيعها. وقبل أن يحصل المحدود على بطاقته رفعت الحكومة سعر التموين بنسبة الربع، بما يضاعف حالة الذكاء فى إعادة توزيع الدعم ووصوله إلى مستحقيه بفضل الذكاء الزائد لحكومة لا تعرف أين تضع ذكائها.
نفس ذكاء نظرية الحفرة تبدى فى العلاج والخدمة الصحية، والطبيعى أن يتم تحسين المنشآت الطبية من مستشفيات ووحدات صحية، لكن بدلا من ذلك تم اختراع نظام العلاج على نفقة الدولة، كحل وسط لمن هم خارج التأمين الصحى، وكان المفترض أن يكون العلاج بقرارات استثناء لحين انتهاء نظام التأمين الصحى، لكن النتيجة وبفضل الحكومة الذكية أصبح العلاج بقرارات هو الأصل حتى تفجرت الخلافات حوله بين وزارة الصحة والنواب، وانتهت المعركة الذكية بضياع ووقف حال حقوق المرضى الغلابة ممن لا يملكون شيئا، واكتشفنا أن هناك مخالفات وقرارات علاج صدرت لموتى وتم صرف بعضها، وبدلا من محاسبة المخطئين والمخالفين تم استخدام طريقة شمشون علىّ وعلى أعدائى، وكان أعداء وزارة الصحة هم المرضى الغلابة المستهدفين بالدعم. والذين كان موتهم دليلا على نجاح الطريقة الذكية لنظرية الحفرة واللجنة وبدلا من توصيل الخدمة الطبية للمواطنين، تم توصيل المواطنين للقرافة. ولابد أننا عرفنا الفرق بين الحكومة الذكية والحكومة الغبية والحكومة الأكثر غباء.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة