يسرى الفخرانى

أحمد بهجت.. وأنت طيب!

الأربعاء، 23 يونيو 2010 07:50 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عزيزى الأستاذ الكاتب الكبير أحمد بهجت، احترام وتقدير، كيف حالك سيدى الكاتب وأنت تطوى خمسين عاما من الكتابة، هل أنت سعيد؟

انتهيت منذ قليل من قراءة كتابك الجميل : قصص الحيوان فى القرآن، وكنت أمس قد أنهيت قراءة خمسة كتب من أروع ما كتبت.

أعرف كم بذلت من جهد لتحول أفكارك إلى كتب ملهمة وثرية تعيش عبر كل وقت وكل عصر، لقد كتبتها ياسيدى حبا فى الكلمة التى احترمت حروفها، ولم تكتبها بحثا عن شهرة أومنصب أوسعيا وراء ترجمة لأعمالك أو أوسمة تحصل عليها، ولم تأخذها على الرغم من أنك تستحقها.

منذ أيام رأيتك بين أروقة الدور الخامس فى جريدة الأهرام، كنت تحمل ذكرياتك وتمضى، تتأمل الحوائط والصور والبشر.. الزمن الذى مضى وأحلام الشباب التى رحلت.. كانت فى عينيك دموع لا تبكيها وعبارات لا تقولها وأمانٍ لا تفصح عنها. شيخ، أصبحت لا يهمك كم يبقى من أيام.. ينتظر فقط ما تبقى من صفحات تكتبها.

هذا قلمك الرصاص الذى أهديتنى ذات يوم مازال معى، وهذه أوراق بخطك الدقيق عليها مقال ضائع من صندوق الدنيا، أيها الفيلسوف العجوز كم أنت مبدع! فهل أنت حزين أنك قضيت سنوات عمرك بكل أمانيها وقوتها منكفئ على مكتبك الأرابيسك الصغير.. تكتب.. لمن كانت الكلمات ياصاحب الكلمات؟

من يسأل عنك الآن، فى وحدة أراك، انتظرتها لتعطيك فرصة أكبر وأعمق للتأمل فى هذه الحياة التى هى دائما سؤالك وحيرتك وغايتك، من؟.. هل سأل عنك فاروق حسنى وزارك مخترقا صمتك وصلاتك؟ هل سأل عنك ناقد أو زميل أو أديب أو كاتب أو ممثل أو عابر سبيل؟ هل تظن الآن أن السنوات النابضة التى ذهبت كان لابد أن تعيشها عصفورا حرا كما يسافر يغرد.. وكما يحب يحلق.. وكما يكتب يستمتع بالحياة.

أعرف.. حين يأتى السؤال فى وقت غير الوقت يصبح جرحا.. ويبقى سؤال بدون إجابة.. فمن يجيب على المستحيل سوى بالمستحيل.. فهل أنت وصلت إلى حلمك القديم.. أم وضعته على ورق لعلك تجد عزاءك فى زمن غير الزمن يعرف قيمة أن يكون فيه أحمد بهجت كاتبا ساخرا وفيلسوفا ومفكرا ولاذعا ولاسعا ولاعبا وطفلا فى سنواته الأولى المدهشة!

أنا من أحبائك فهل تقبل نقطة حبر أضعها على ورق أبيض أصنع منها سفينة تحملك إلى حيث تستحق أن تكون، وأنت تستحق أن تكون وتكون.

لا يغضبك منى، أرجوك أن أدعو القراء من الشباب أن يحتفوا بك كما يتمنى الأدباء الاحتفاء بهم.. باقتناء وقراءة مجموعة أعمالك الساحرة البسيطة العميقة البريئة البرية.. وسوف أضمن أننى قدمت لهم خيرا كثيرا.

هل أنت سعيد؟
لا تبكِ ولا تفعل.. فقدرك محفوظ وقدرك أن تبقى كاتبا لا يكتب.. إنما يتوضأ بالحروف..
لك كل الحب ودوام الصحة والعافية والإبداع إن شاء الله.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة