سعيد شعيب

إلغاء الدعم

السبت، 26 يونيو 2010 12:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أرجو من القارئ الكريم ألا ينزعج من هذه الفكرة، فليس الهدف على الإطلاق المساس بحقوق الفقراء، لكن الهدف هو الحفاظ على كرامتهم، فهم ليسوا "شحاتين" ولا عالة على أحد، فكيف يمكننا صيانة إنسانية ملايين من المصريين دون جرح أو إهانة؟

بصراحة ودون لف أو دوران بإلغاء الدعم سواء كان نقديا أو عينيا، لأنه تحول لأسباب كثيرة إلى نوع من التفضل من الحكومة، فهو يكلف ميزانية الدولة حوالى ٦٥ مليار جنيه، ويتوقع وزير البترول على سبيل المثال أن يصل دعم الطاقة وحدها إلى حوالى ٧٢ مليارا فى ميزانية العام القادم.

المشكلة الكبرى أن هذا الدعم لا يصل إلى من يستحقونه، ويستولى عليه فئات أخرى قادرة، فهم يشترون السلع بذات الأسعار التى يشترى بها المواطنون الفقراء، مثل الخبز والبنزين وغيرها وغيرها من السلع، وهذا معناه ليس فقط إهدار حقوق الفقراء، ولكن معناه إهدار أموال دافعى الضرائب فى غير محلها، وهو ما يؤدى فى النهاية إلى تعقيد المشكلة أكثر، ويأخذ من لا يحتاجون من جيوب من يسمونهم "محدودى الدخل".

وليس الحل فيما يسمى بالدعم النقدى، لأنه سيواجه عقبات مخيفة فى التطبيق، فكيف يمكن الاطمئنان إلى أنه ذهب بالفعل إلى المحتاجين وكيف نطمئن إلى أن المعايير الموضوعة لتحديد الشرائح الاجتماعية عادلة، والأهم هل ستفلت من براثن البيروقراطية المصرية التى أثبتت قدرتها الفائقة على تفريغ أى قرار نبيل من مضمونة.

ثم ألست معى فى أن الدعم النقدى لا يختلف كثيرا عن الدعم العينى فى أنه يكرس هذا الشعور المذل بـ"الشحاته"، وأنه استمرار لمزاج سائد يتعامل مع الفقراء بأنهم مسئولون عن فقرهم، ومن ثم عليهم أن يتحملوا وحدهم العواقب.

أظن أن الحل المحترم فى بدل بطالة يكفل حياة كريمة للعاطلين، وفى وجود عدالة تمكن الناس من الحصول على السلع والخدمات دون هوس التخفيضات والامتيازات الذى حول المصريين إلى شحاتين فى وطنهم.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة