سعيد الشحات

بلاغة محمود محيى الدين

الثلاثاء، 29 يونيو 2010 11:53 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يملك الدكتور محمود محيى الدين وزير الاستثمار فصاحة اللسان بدرجة كافية، وبالرغم من أن تخصصه فى مجال الاقتصاد، يعنى للوهلة الأولى أن لغة الأرقام هى دليله الأول فى الحديث، إلا أنه حين يستغنى عنها فى آرائه، ويأتى بدلا منها بكلام يعتمد على سحر اللغة العربية وبلاغتها، يبدو متألقا إلى حد كبير، خاصة حين يتحدث عن الخصخصة، بوصفها السياسة التى لا تلقى استحسانا من المصريين، وأذكر أنه فى زيارة له منذ نحو أربع سنوات إلى شركة كفر الدوار للغزل والنسيج، لتهدئة العمال من غضبهم، دخل فى مباراة زجلية تلقائية مع أحد العمال، شملت فى بيت منها حتمية الخصخصة.

محمود محيى الدين فى حوار له مع صحيفة: «وول ستريت جورنال» الأمريكية، قال إن «السياسات التى يعتمدها، لم تعد تلقى استحسانا» ودلل على ذلك بقوله: «لم أشهد أى مظاهرات يحمل فيها الأشخاص شعارات، أو يرتدون قمصانا مكتوبا عليها أحب الخصخصة»، هى كلمات كما نرى تشير إلى رجل يتحدث عن مخاطر الخصخصة فى الوقت الذى يتولى هو مسؤولية تنفيذها، ويشير إلى أكبر قيمة فى أى سياسة يتبعها أى نظام سياسى، وهى اقتناع الجماهير بأنها تحقق بالفعل مصلحتهم، بالدرجة التى تجعلهم يهتفون بها، ولأن هذا لم يحدث مع الخصخصة، فهذا دليل على أن الغالبية الساحقة من الشعب المصرى لا تؤيدها، لأن الأقلية هى التى قطفت ثمارها، والسؤال.. هل نحن أمام يقظة ضمير لمحيى الدين، جاءت بعد مراجعة منه للسياسة التى أدت إلى كوارث اقتصادية كثيرة، ودفعت معارضى الخصخصة إلى اعتبار محيى الدين وزيرا للبيع وليس للبناء؟.

أتمنى أن تكون يقظة ضمير بالفعل من محيى الدين، وسند أمنيتى أنه ابن محافظتى «القليوبية»، ويفصلنى عن مسقط رأسه «كفر شكر» مسافة قليلة، كما أنه ابن عائلة محيى الدين التى تتمتع برصيد شعبى كبير، ليس فى القليوبية فقط، وإنما فى عموم مصر، ويحرص على التواجد كل يوم جمعة فى كفر شكر من أجل قضاء مصالح أهلها، استكمالا لمسار حفره كبار العائلة، ومضى فى طريق والده، وعمه زكريا، وعمه خالد أمد الله فى عمرهما، وإذا كان الدكتور محمود محيى الدين يستكمل مسار آباء العائلة، فإنه ليس خافيا على أحد أنه يستعد لانتخابات مجلس الشعب المقبلة، حتى يستعيد مقعد البرلمان إلى العائلة التى فقدته فى الدورة الماضية، على أثر خسارة عمه خالد أمام مرشح الإخوان المسلمين.
يجلس محمود محيى الدين وسط بسطاء دائرته، ومن ينظر إلى أحوالهم بإخلاص، سيعرف كم أضرتهم الخصخصة، وسيعرف لماذا هم لايرتدون «تى شيرتات» مكتوبا عليها: «أحب الخصخصة».









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة